responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 154

كان مصطبحا دهره و يقول الشعر في الصبوح‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثني عبيد اللّه بن محمد بن عبد الملك الزّيات، قال: حدّثنا نافذ مولانا، قال:

كان عبد اللّه بن العبّاس صديقا لأبيك، و كان يعاشره كثيرا، و كان عبد اللّه بن العباس مصطبحا دهره لا يفوته ذلك إلّا في يوم جمعة أو صوم شهر رمضان، و كان يكثر المدح للصّبوح و يقول الشّعر فيه، و يغنّي فيما يقوله، قال عبيد اللّه: فأنشدني نافذ مولانا و غيره من أصحابنا في ذلك، منهم حمّاد بن إسحاق:

صوت‌

و مستطيل على الصّهباء باكرها

في فتية باصطباح الرّاح حذّاق‌

فكلّ شي‌ء رآه خاله [1] قدحا

و كلّ شخص رآه خاله [1] الساقي‌

قال: و لحنه فيه خفيف رمل ثقيل. قال حمّاد: و كان أبي يستجيد هذا الصّوت من صنعته/، و يستحسن شعره و يعجب من قوله:

/

فكلّ شي‌ء رآه خاله قدحا

و كلّ شخص رآه خاله السّاقي‌

و يعجب من قوله:

و مستطيل على الصّهباء باكرها

و يقول: و أيّ شي‌ء تحته من المعاني الظريفة!.

قال: و سمعه أبي يغنّيه فقال له: كأنّك و اللّه يا عبد اللّه خطيب يخطب على المنبر، قال عبد اللّه بن محمد:

فأنشدني حمّاد له في الصّبوح:

لا تعذلن في صبوحي‌

فالعيش شرب الصّبوح‌

ما عاب مصطبحا ق

طّ غير وغد شحيح‌

قال عمّي: قال عبيد اللّه: دخل يوما عبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ على أبي مسلّما، فلما استقرّ به المجلس و تحادثا ساعة قال له: أنشدني شيئا من شعرك، فقال: إنما أعبث و لست ممّن يقدم عليك بإنشاد شعره، فقال:

أ تقول هذا و أنت القائل:

يا شادنا رام إذ مرّ

في السّعانين قتلي‌

تقول لي: كيف أصبحت؟

كيف يصبح مثلي!

أنت و اللّه أعزّك اللّه أغزل الناس و أرقّهم شعرا، و لو لم تقل غير هذا البيت الواحد لكفاك و لكنت شاعرا.

كتب شعرا في ليلة مقمرة و صنع فيه لحنا

أخبرني عمّي و الحسين بن القاسم الكوكبيّ، قالا: حدّثنا أحمد بن أبي طاهر، قال: حدّثني أحمد بن الحسين الهشاميّ [2] أبو عبد اللّه، قال:


[1] التجريد «ظنه».

[2] ف «الهاشمي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست