عبد اللّه بن العبّاس بن
الفضل بن الرّبيع، و الرّبيع- على ما يدّعيه أهله- ابن يونس بن أبي فروة، و قيل:
إنه ليس ابنه، و آل أبي فروة يدفعون ذلك و يزعمون أنه لقيط، وجد منبوذا، فكفله
يونس بن أبي فروة و ربّاه، فلما خدم المنصور ادّعى إليه [1]، و أخباره مذكورة مع
أخبار ابنه الفضل في شعر يغنّى به من شعر الفضل و هو:
كنت صبّا و قلبي
اليوم سالي
و يكنى عبد اللّه بن
العبّاس أبا العبّاس.
كان شاعرا مطبوعا و
مغنيا جيد الصنعة
و كان شاعرا مطبوعا، و
مغنّيا محسنا جيّد الصّنعة نادرها، حسن الرّواية، حلو الشعر ظريفه، ليس من الشّعر
الجيّد الجزل و لا من المرذول، و لكنه شعر مطبوع ظريف مليح المذهب، من أشعار
المترفين و أولاد النّعم.
حدّثني أبو القاسم الشّيربابكيّ
[2]- و كان نديما لجدّي يحيى بن محمد- عن يحيى بن حازم، قال: حدّثني عبد اللّه بن
العبّاس الربيعيّ، قال:
دخل محمد بن عبد الملك
الزيات على الواثق و أنا بين يديه أغنّيه، و قد استعادني [3] صوتا فاستحسنه، فقال
له محمد بن عبد الملك: هذا و اللّه يا أمير المؤمنين أولى الناس بإقبالك عليه و
استحسانك له و اصطناعك إيّاه، فقال:
أجل، هذا مولاي و ابن
مولاي و ابن مواليّ لا يعرفون غير ذلك، فقال له: ليس كلّ مولى- يا أمير المؤمنين-/
بوليّ/ لمواليه، و لا كلّ مولّى متجمّل بولائه، يجمع ما جمع عبد اللّه من ظرف و
أدب و صحّة عقل و جودة شعر، فقال الحسن له: صدقت يا محمد. فلما كان من الغد جئت
محمد بن عبد الملك شاكرا لمحضره [4]، فقلت له في أضعاف كلامي: و أفرط الوزير- أعزه
اللّه- في وصفي و تقريظي بكلّ شيء حتى وصفني بجودة الشّعر و ليس ذلك عندي، و إنما
أعبث بالبيتين و الثّلاثة، و لو كان عندي أيضا شيء بعد ذلك لصغر عن أن يصفه
الوزير، و محلّه في هذا الباب المحلّ الرفيع المشهور، فقال: و اللّه يا أخي، لو
عرفت مقدار شعرك و قولك: