responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 138

فلما حبس الحجّاج عيينة و قيّده قال عويف:

منع الرّقاد- فما يحسّ رقاد-

خبر أتاك و نامت العوّاد [1]

خبر أتاني عن عيينة موجع‌

و لمثله تتصدّع الأكباد

بلغ النفوس بلاؤها [2] فكأننا

موتى و فينا الرّوح و الأجساد

ساء الأقارب يوم ذاك فأصبحوا

بهجين قد سرّوا به الحسّاد [3]

/ يرجون عثرة جدّنا و لو أنّهم‌

لا يدفعون بنا المكاره بادوا

لمّا أتاني عن عيينة أنّه‌

عان تظاهر فوقه الأقياد [4]

نخلت [5] له نفسي النّصيحة إنه‌

عند الشّدائد تذهب الأحقاد

و ذكرت أيّ فتى يسدّ مكانه‌

بالرّفد حين تقاصر الأرفاد

أم من يهين لنا كرائم ماله‌

و لنا إذا عدنا إليه معاد

لو كان من حضن تضاءل ركنه‌

أو من نضاد بكت عليه نضاد [6]

مدح عبد الرحمن ابن مروان و هو صغير السن‌

أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: قال العتبيّ:

سأل عويف القوافي في حمالة، فمرّ به عبد الرّحمن بن محمد بن مروان و هو حديث السّنّ، فقال له: لا تسأل أحدا و صر إليّ أكفك، فأتاه فاحتملها جمعاء له، فقال عويف يمدحه:

غلام رماه اللّه بالخير يافعا

له سيمياء لا تشقّ على البصر

كأنّ الثّريّا علّقت في جبينه‌

و في حدّه الشّعرى و في جيده القمر

و لمّا رأى المجد استعيرت ثيابه‌

تردّى رداء واسع الذّيل و اتّزر

إذا قيلت العوراء أغضى [7] كأنّه‌

ذليل بلا ذلّ و لو شاء لانتصر

رآني فآساني و لو صدّ لم ألم‌

على حين لا باد يرجّى و لا حضر

/ قال أبو زيد: هذه الأبيات لابن عنقاء الفزاريّ، يقولها في ابن أخ له، كان قوم من العرب أغاروا على نعم ابن عنقاء، فاستاقوها، حتى لم يبق له منها شي‌ء، فأتى ابن أخيه فقال له: يا بن أخي، إنه قد نزل بعمّك ما ترى،


[1] في سمط اللآلي 813:

«مما شجاك و حفت العواد»

. و في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام 1: 253 ط حجازي:

«مما شجاك و نامت العواد»

. [2] مي، مد «بلاؤنا». و في شرح ديوان الحماسة 1: 253 و المختار «بلاؤه».

[3] هجين: موضع.

« قد سروا به الحساد»

كذا في جميع النسخ بلغة أكلوني البراغيث و لعلها

«قد سرت به الحساد»

. [4] في شرح ديوان الحماسة 1: 254 ط حجازي:

«أمسي عليه تظاهر الأقياد»

. [5] نخلت له نفسي النصيحة: أخلصتها.

[6] حضن: جبل بأعلى نجد، و هو أول حدود نجد. و نضاد: جبل بالعالية، و بيني عند أهل الحجاز على الكسر و عند تميم ينزلونه منزلة ما لا ينصرف. و روى البيت في معجم البلدان 4: 790:

«لو كان من حضن قضاك منية»

، و الأبيات في الخزانة 3: 88 فيما عدا الأخير، و في شرح الحماسة 1: 253 فيما عدا الرابع و الأخير.

[7] ب «ولّى».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست