responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 130

يوم مرج راهط

أخبرني بالسّبب فيه أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: أخبرني سليمان بن أيّوب بن أعين أبو أيّوب المدينيّ [1]، قال: حدّثنا المدائنيّ، قال:

كان بدء حرب قيس و كلب في فتنة ابن الزّبير ما كان من وقعة مرج راهط، و كان من قصّة المرج أنّ مروان بن الحكم بن أبي العاص قدم بعد هلاك يزيد بن معاوية و النّاس يموجون، و كان سعيد بن بحدل الكلبيّ على قنّسرين، فوثب عليه زفر بن الحارث فأخرجه منها و بايع لابن الزّبير، فلما قعد زفر على المنبر قال: الحمد للّه الّذي أقعدني مقعد الغادر الفاجر، و حصر، فضحك الناس من قوله، و كان النّعمان بن بشير على حمص، فبايع لابن الزّبير. و كان حسّان [2] بن بحدل على فلسطين و الأردنّ، فاستعمل على فلسطين روح بن زنباع الجذاميّ، و نزل هو الأردنّ فوثب نابل بن قيس الجذاميّ على روح بن زنباع، فأخرجه من فلسطين و بايع لابن الزّبير.

موقف الضحاك بن قيس الفهري‌

و كان الضّحّاك بن قيس الفهريّ عاملا ليزيد بن معاوية على دمشق حتى هلك، فجعل يقدّم رجلا و يؤخّر أخرى، إذا جاءته اليمانية و شيعة بني أميّة أخبرهم أنه أمويّ، و إذا جاءته القيسيّة أخبرهم أنه يدعو إلى ابن الزّبير، فلما قدم مروان قال له الضّحّاك: هل لك أن تقدم على ابن الزّبير ببيعة أهل الشام؟ قال: نعم، و خرج من عنده، فلقيه عمرو بن سعيد بن العاص، و مالك بن هبيرة، و حصين بن نمير الكنديّان، و عبيد اللّه بن زياد، فسألوه عمّا أخبره به الضّحّاك، فأخبرهم، فقالوا له: أنت شيخ بني أميّة، و أنت عمّ الخليفة، هلمّ نبايعك. فلما فشا ذلك أرسل الضّحّاك إلى بني أميّة/ يعتذر إليهم، و يذكر حسن بلائهم عنده، و أنّه لم يرد شيئا يكرهونه، فاجتمع مروان بن الحكم، و عمرو بن سعيد بن العاص، و خالد و عبد اللّه ابنا يزيد بن معاوية و قال لهم: اكتبوا إلى حسّان بن بحدل فليسر من الأردنّ حتى ينزل الجابية، و نسير من هاهنا حتى نلقاه، فيستخلف رجلا ترضونه، فكتبوا إلى حسّان، فأقبل في أهل الأردنّ، و سار الضّحّاك بن قيس و بنو أميّة في أهل دمشق، فلما استقلّت الرّايات من جهة دمشق، قالت القيسيّة للضّحّاك: دعوتنا لبيعة ابن الزّبير، و هو رجل هذه الأمّة، فلما تابعناك خرجت تابعا لهذا الأعرابيّ من كلب تبايع لابن أخته تابعا له، قال: فتقولون ما ذا؟ قالوا: نقول: أن تنصرف و تظهر بيعة ابن الزّبير و نظهرها معك، فأجابهم إلى ذلك، و سار حتى نزل مرج راهط، و أقبل حسّان حتى لقي مروان بن الحكم، فسار حتى دخل دمشق، فأتته اليمانية تشكر بلاء بني أميّة، فساروا مع مروان حتى نزلوا المرج على الضّحّاك، و هم نحو سبعة آلاف، و الضّحّاك في نحو من ثلاثين ألفا، فلقوا الضّحّاك، فقتل الضحّاك، و قتل معه أشراف من قيس، فأقبل زفر هاربا من وجهه ذاك حتى دخل قرقيسيا، و أقام عمير بن الحباب شيئا على طاعة بني مروان، ثم أقبل حتى دخل قرقيسيا على زفر فأقام معه، و ذلك بعد يوم خازر [3] حين قتل عبيد اللّه/ بن زياد.


[1] ب «المدائنيّ».

[2] ف «جساس».

[3] خازر: نهر بين إربل و الموصل، يصب في دجلة عن (معجم البلدان).

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست