responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 128

أرمي الطريق و إن صددت بضيقه‌

و أنازل البطل الكميّ الجاحدا

/ فقلت: لمن هذه الأبيات؟ فقال: للأحوص بن جعفر بن كلاب، تمثّل بها يوم شعب جبلة، و هو اليوم الّذي لقيت فيه قيس تميما، قال: و أقبلت عساكر أبي جعفر، فقتل من أصحابه و قتل من القوم، و كاد أن يكون الظّفر له [1].

قال ابن عمّار في حديثه: قال المفضّل: فقال لي: حرّكني بشي‌ء، فأنشدته هذه الأبيات:

ألا أيّها النّاهي فزارة بعد ما

أجدّت بسير إنما أنت حالم‌

أبى كلّ حرّ أن يبيت بوتره‌

و يمنع منه النوم إذا أنت نائم‌

أقول لفتيان العشيّ: تروّحوا

على الجرد في أفواههنّ الشّكائم‌

قفوا وقفة من يحي لا يخز بعدها

و من يخترم لا تتّبعه اللّوائم‌

و هل أنت إن باعدت نفسك منهم‌

لتسلم فيما بعد ذلك سالم‌

فقال لي: أعد، فتنبّهت، و ندمت، فقلت: أو غير ذلك؟ فقال: لا، أعدها، فأعدتها، فتمطّى في ركابيه حتى خلته قد قطعهما، ثم خمل فكان آخر العهد به.

هذه رواية ابن عمّار، و في الرواية الأخرى/: فحمل فطعن رجلا، و طعنه آخر، فقلت: أ تباشر الحرب بنفسك و العسكر منوط بك؟ فقال: إليك يا أخا بني ضبّة، كأنّ عويفا أخا بني فزارة نظر في يومنا هذا حيث يقول:

ألمّت خناس و إلمامها

أحاديث نفس و أحلامها [2]

يمانيّة من بني مالك‌

تطاول في المجد أعمامها

/ و إنّ لنا أصل جرثومة

تردّ الحوادث أيّامها

تردّ الكتيبة مغلولة

بها أفنها و بها آمها [3]

قال: و جاءه السّهم العائر [4] فشغله عني.

اعترض عمر بن عبد العزيز و أسمعه شعرا

أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ، قال: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال: حدّثني محمد بن معاوية الأسديّ، قال: حدّثني أصحابنا الأسديّون، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، قال:

حضرت مع عمر بن عبد العزيز جنازة، فلما انصرف انصرفت معه، و عليه عمامة قد سدلها من خلفه، فما علمت به حتى اعترضه رجل على بعير فصاح به:

أجبني أبا حفص لقيت محمدا

على حوضه مستبشرا و رآكا [5]


[1] مي «الغزو له».

[2] ب «و أسقامها».

[3] ب «و بها ذامها». و الأفن: ضعف الرأي، و الآم: العيب و النقص.

[4] العائر من السهام: ما لا يدري راميه. و في ف «العابر».

[5] ف:

«على حوضه يحظيك منه دراكا»

. و في المختار:

«على حوضه يسقى به و يراكا»

. و في الخزانة 3: 88:

«على حوضه مستبشرا و أراكا»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست