responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 12

و قد أجود و ما لي بذي فنع‌

و قد أكرّ وراء المحجر البرق [1]

و القوم أعلم أني من سراتهم‌

إذا سما بصر الرّعديدة الشّفق [2]

قد يعسر المرء حينا و هو ذو كرم‌

و قد يثوب [3] سوام العاجز الحمق‌

سيكثر المال يوما بعد قلّته‌

و يكتسي العود بعد اليبس بالورق‌

فقال معاوية: لئن كنا أسأنا لك القول لنحسننّ لك الصّفد [4]، ثم أجزل جائزته و قال: إذا ولدت النّساء فلتلد مثلك!.

عمر بن الخطاب يحده و جماعة من أصحابه في شربهم الخمر

أخبرني الحسن بن عليّ و عيسى بن الحسين الورّاق، قالا: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدثني صالح بن عبد الرّحمن الهاشميّ، عن العمريّ، عن العتبيّ، قال: أتي عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بجماعة فيهم أبو محجن الثقفيّ و قد شربوا الخمر، فقال: أ شربتم الخمر بعد أن حرّمها اللّه و رسوله، فقالوا: ما حرّمها اللّه و لا رسوله؛ إن اللّه تعالى يقول:/ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‌ [5]؛ فقال عمر لأصحابه: ما ترون فيهم؟ فاختلفوا فيهم فبعث إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فشاوره؛ فقال عليّ: إن كانت هذه الآية كما يقولون فينبغي أن يستحلّوا الميتة و الدّم و لحم الخنزير؛ فسكتوا، فقال عمر لعليّ: ما ترى فيهم؟ قال: أرى إن كانوا شربوها مستحلّين لها أن يقتلوا، و إن كانوا شربوها و هم يؤمنون أنها حرام أن يحدّوا، فسألهم؛ فقالوا: و اللّه ما شككنا في أنها حرام، و لكنا قدّرنا أن لنا نجاة فيما قلناه، فجعل يحدّهم رجلا رجلا، و هم يخرجون حتى انتهى إلى أبي محجن، فلما جلده أنشأ يقول:

أ لم تر أنّ الدهر يعثر بالفتى‌

و لا يستطيع المرء صرف المقادر

صبرت [6] فلم أجزع و لم أك كائعا

لحادث دهر في الحكومة جائر

و إني لذو صبر و قد مات إخوتي‌

و لست عن الصهباء يوما بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها

فخلّانها يبكون حول المعاصر

فلما سمع عمر قوله:

و لست عن الصّهباء يوما بصابر

قال: قد أبديت ما في نفسك و لأزيدنّك عقوبة لإصرارك على شرب الخمر؛ فقال له عليّ عليه السّلام:

ما ذلك لك، و ما يجوز أن تعاقب رجلا قال: لأفعلنّ و هو لم يفعل، و قد قال اللّه في سورة الشعراء: وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ‌


[1] في ما، ف «و قد أكر وراء المحجر الفرق». و الفنع: الكثرة، و المحجر: المغطى المستور. و البرق: الدهش المتحير حتى لا يطرف.

[2] في الشعر و الشعراء- 388 ط. الحلبي، و الخزانة 3- 555:

«إذا تطيش يد الرعديدة الفرق»

. و الرعديدة: الجبان يرعد عند القتال.

[3] يثوب: يجتمع. و في شرح شواهد المغني- 38:

« قد يثوب الغنى للحاجز الحمق»

. [4] الصفد: العطاء.

[5] سورة المائدة، الآية: 93.

[6] في ف، ما «ضربت» بدل «صبرت». و الكائع: الجبان الهياب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست