responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 118

أشعب يسقط الغاضري‌

أخبرني رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ، قال: حدّثنا يوسف بن إبراهيم، قال: حدّثنا إبراهيم بن المهديّ، قال:

حدّثني عبيدة بن أشعب، قال:

كان الغاضريّ مندر [1] أهل المدينة و مضحكهم قبل أبي، فأسقطه أبي و اطّرح، و كان الغاضريّ حسن الوجه مادّ القامة عبلا فخما، و كان أبي قصيرا دميما قليل اللّحم؛ إلّا أنّه كان يتضرّم و يتوقّد ذكاء و حدّة و خفّة روح، و كان الغاضريّ يحسده إلا أنهما متساويان، و كان الغاضريّ لقيطا منبوذا لا يعرف له أب، فمرّ يوما- و معه فتية من قريش- بأبي في المسجد و قد تأذّي بثيابه فنزعها، و تجرّد و جلس عريانا، فقال لهم الغاضريّ: أنشدتكم اللّه هل رأيتم أعجب من هذه الخلقة! يريد خلقة أبي، فقال له أبي: إنّ خلقتي لعجيبة، و أعجب منها أنه زقّني [2] اثنان فصرت نضوا [3]، و زقّك واحد فصرت بختيّا [4]، قال: و أهل المدينة يسمون المهلوس [5] من الفراخ النّضو و المسرول [6] البختيّ، فغضب الغاضريّ عند ذلك و شتمه، فسقط و استبرد، و ترك النوادر بعد ذلك، و غلب أبي على أهل المدينة و استطابوه، و كان هذا سببه.

أشعب و زياد بن عبد اللّه الحارثي‌

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:

/ كان زياد بن عبد اللّه الحارثيّ أبخل خلق اللّه، فأولم وليمة لطهر بعض أولاده، و كان النّاس يحضرون و يقدّم الطّعام فلا يأكلون منه إلا تعلّلا و تشعّثا [7] لعلمهم به، فقدّم فيما قدّم جدي مشويّ فلم يعرض له أحد، و جعل يردّده على المائدة ثلاثة أيّام و الناس يجتنبونه إلى أن انقضت الوليمة، فأصغى أشعب إلى بعض من كان هناك فقال: امرأته الطّلاق إن لم يكن هذا الجدي بعد أن ذبح و شوي أطول عمرا و أمدّ حياة منه قبل أن يذبح، فضحك الرّجل، و سمعها زياد فتغافل.

غضبت سكينة عليه فأمرت بحلق لحيته‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مالك، عن إسحاق، قال: حدّثني إبراهيم بن المهديّ، عن عبيدة بن أشعب، قال:

غضبت سكينة على أبي في شي‌ء خالفها فيه فحلفت لتحلقنّ لحيته، و دعت بالحجّام فقالت له: احلق لحيته، فقال له الحجّام: انفخ شدقيك حتى أتمكّن منك، فقال له: يا بن البظراء، أمرتك أن تحلق لحيتي أو تعلّمني الزّمر! خبّرني عن امرأتك إذا أردت أن تحلق/ حرها تنفخ أشداقه! فغضب الحجّام و حلف ألّا يحلق لحيته و انصرف، و بلغ سكينة الخبر و ما جرى بينهما فضحكت و عفت عنه.


[1] أندر: أتى بالنوادر من قول أو فعل فهو مندر.

[2] زق الطائر فرخه: أطعمه بفيه.

[3] النضو: المهزول.

[4] البختي: الواحد من الإبل الخراسانية.

[5] هلسه المرض: هزله فهو مهلوس.

[6] حمامة مسرولة: في رجليها ريش كأنه سراويل.

[7] تشعث من الطعام: أكل منه قليلا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست