responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 93

معه سيف غيري، فما يغني سيفي! قال: فما ترى؟ قال: قم من هذا المكان، فالحق بأهلك يمنعك قومك.

موت عمرو بن الحمق من ضربة عمود

فقام و زياد ينظر على المنبر إليهم فغشوا حجرا بالعمد، فضرب [1] رجل من الحمراء يقال له: بكر بن عبيد رأس عمرو بن الحمق بعمود فوقع.

توارى حجر في منازل الأزد

و أتاه أبو سفيان بن العويمر و العجلان بن ربيعة- و هما رجلان من الأزد- فحملاه، فأتيا به دار رجل من الأزد يقال له عبيد اللّه بن موعد [2]، فلم يزل بها متواريا حتى خرج منها.

الثأر من ضارب عمرو بن الحمق‌

قال أبو مخنف: فحدثني يوسف بن زياد، عن عبيد اللّه بن عوف [3]، قال:

لما انصرفنا عن عروة باجميرى [4] قبل قتل عبد الملك مصعبا بعام، فإذا أنا بالأحمريّ الذي ضرب عمرو بن الحمق يسايرني؛ و لا و اللّه ما رأيته منذ ذلك اليوم، و ما كنت أرى لو رأيته أن أعرفه، فلما رأيته ظننته هو هو، و ذلك حين نظرنا إلى أبيات الكوفة، فكرهت أن أسأله: أنت ضارب عمرو بن الحمق، فيكابرني، فقلت له: ما رأيتك منذ اليوم الذي ضربت فيه رأس عمرو بن الحمق بالعمود في المسجد فصرعته حتى يومي، و لقد عرفتك الآن حين رأيتك.

فقال لي: لا تعدم بصرك، ما أثبت نظرك! كان ذلك أمر السلطان [5] أما و اللّه لقد بلغني أنه قد كان امرأ صالحا، و لقد ندمت على تلك الضّربة، فأستغفر اللّه.

فقلت له: الآن ترى، لا و اللّه لا أفترق أنا و أنت حتى أضربك في رأسك مثل الضّربة التي ضربتها عمرو بن الحمق و أموت أو تموت.

قال: فناشدني و سألني باللّه. فأبيت عليه، و دعوت غلاما يدعى رشيدا [6] من سبي أصبهان معه قناة له صلبة، فأخذتها منه ثم أحمل عليه [7]، فنزل عن دابّته، فألحقه حين استوت قدماه على الأرض، فأصفق [8]/ بها هامته، فخرّ لوجهه، و تركته و مضيت، فبرأ بعد ذلك، فلقيته مرّتين من دهري، كلّ ذلك يقول لي: اللّه بيني و بينك. فأقول له: اللّه بينك و بين عمرو بن الحمق.


[1] في أ «فيضرب».

[2] في أ «مرعل». و في المختار «مزعل»، و في الطبري «بن مالك».

[3] في ب، س و المختار: عون، و المثبت ما في أ و م و الطبري.

[4] باجميري: موضع بأرض الموصل.

[5] في ب، س و الطبري «الشيطان»، و المثبت ما في أ و المختار.

[6] في س «بشيرا» و المثبت و الضبط ما في أ.

[7] في المختار «ثم حملت»، و في الطبري «ثم أحمل عليه بها».

[8] في الطبري «فأصفع بها هامته». و أصفق هامته: أضربها ضربة يسمع لها صوت.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست