responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 67

أم المقتول تحضض أخويه على الثأر

و قالوا جميعا: قالت أمّ أبان والدة مزاحم بن عمرو المقتول، و هي من خثعم، ترثي ابنها، و تحضّض مصعبا و جناحا أخويه [1]:

بأهلي و مالي، بل بحلّ عشيرتي‌

قتيل بني تيم بغير سلاح‌

فهلّا قتلتم بالسّلاح ابن أختكم‌

فتظهر فيه للشهود جراح‌

فلا تطمعوا في الصلح ما دمت حيّة

و ما دام حيّا مصعب و جناح‌

أ لم تعلموا أنّ الدّوائر بيننا

تدور، و أنّ الطالبين شحاح‌

اشتداد الشربين خثعم و بني سلول‌

قالوا: فلما طال حبسه، و لم يجد عليه أحمد بن إسماعيل سبيلا و لا حجّة خلّاه، و قتلت بنو سلول رجلا من خثعم مكان المقتول، و قتلت خثعم بعد ذلك نفرا من سلول. و لهم في ذلك قصص و أشعار كثيرة.

مقتله‌

قالوا: و أقبل ابن الدّمينة حاجّا بعد مدّة طويلة، فنزل بتبالة [2]، فعدا عليه مصعب أخو المقتول لمّا رآه، و قد كانت أمّه حرّضته عليه، و قالت: اقتل ابن الدّمينة، فإنه قتل أخاك، و هجا قومك، و ذمّ أختك،/ و قد كنت أعذرك قبل هذا، لأنك كنت صغيرا، و قد كبرت الآن. فلما أكثرت عليه خرج من عندها، و بصر بابن الدّمينة واقفا ينشد الناس، فغدا إلى جزّار فأخذ شفرته، و عدا على ابن الدّمينة، فجرحه جراحتين، فقيل: إنه مات لوقته. و قيل: بل سلم تلك الدّفعة، و مرّ به مصعب بعد ذلك و هو في سوق العبلاء ينشد، فعلاه بسيفه حتى قتله، و عدا و تبعه الناس حتّى اقتحم دارا و أغلقها على نفسه، فجاءه رجل من قومه فصاح به: يا مصعب، إن لم تضع يدك في يد السلطان قتلتك العامّة فاخرج، فلما عرفه قال له: أنا في ذمّتك حتى تسلّمني إلى السلطان؟ قال: نعم، فخرج إليه و وضع يده في يده، فسلّمه إلى السلطان، فقذفه في سجن تبالة.

يحرض قومه و يوبخهم‌

قال السّكّريّ في خبره: و مكث ابن الدّمينة جريحا ليلته، و مات في غد، فقال في تلك الليلة يحرّض قومه [3] و يوبخهم:

هتفت بأكلب و دعوت قيسا

فلا خذلا دعوت و لا قليلا

ثأرت مزاحما و سررت قيسا

و كنت لما هممت به فعولا

/ فلا تشلل يداك و لا تزالا

تفيدان الغنائم و الجزيلا

فلو كان [4] ابن عبد اللّه حيّا

لصبّح في منازلها سلولا


[1] «ديوان»: 8، و «المعاهد»: 1/ 168.

[2] بلد باليمن.

[3] ديوان 10- «معاهد التنصيص»: 1/ 169.

[4] ابن عبد اللّه، هو رزق بن عبد اللّه الخثعمي ابن الدمينة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست