responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 51

جاءنا العباس بن الأحنف يوما و هو كئيب، فنشّطناه فأبى أن ينشط، فقلنا: ما دهاك؟ فقال: لقيتني فوز اليوم، فقالت لي: يا شيخ! و ما قالت ذلك إلّا من حادث ملال. فقلنا له: هوّن عليك؛ فإنها امرأة لا تثبت على حال، و ما أرادت إلا العبث بك و المزاح معك. فقال: إني و اللّه قد قلت أقبح مما قالت، ثم أنشدنا [1]:

هزئت إذ رأت كئيبا معنى [2]

أ قصدته الخطوب فهو حزين‌

هزئت بي و نلت ما شئت منها

يا لقومي فأيّنا المغبون!

فقلت له: قد انتصفت و زدت.

يمن جارية فوز تزعم أنه راودها

أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثنا علي بن الصبّاح، قال: حدثنا أبو ذكوان، قال:

كانت لفوز جارية يقال لها يمن، و كانت تجي‌ء إلى العباس برسالتها، فمضت إلى فوز، و قد طلبت من العباس شيئا فمنعها إيّاه، و زعمت أنه أرادها و دعاها إلى نفسه، فغضبت فوز من ذلك، فكتب إليها [3]:

لقد زعمت يمن بأني أردتها

على نفسها، تبّا لذلك من فعل‌

سلوا عن قميصي مثل شاهد يوسف‌

فإنّ قميصي لم يكن قد من قبل [4]

معاتبة فوز له في جفائه و رده عليها

أخبرني محمد، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال: حدثني سعيد بن حميد، قال:

كانت فوز قد مالت إلى بعض أولاد الجند، و بلغ ذلك العباس، فتركها و لم ترض هي البديل بعد ذلك، فعادت إلى العباس، و كتبت إليه تعاتبه في جفائه؛ فكتب إليها:

كتبت تلوم و تستريب زيارتي‌

و تقول لست لنا كعهد العاهد [5]

/ فأجبتها و دموع عيني جمّة

تجري على الخدّين غير جوامد!

يا فوز لم أهجركم لملالة

منّي و لا لمقال واش حاسد

لكنّني جرّبتكم فوجدتكم‌

لا تصبرون على طعام واحد

سرقته شعر أبي نواس‌

و قد أنشدني عليّ بن سليمان الأخفش هذه الأبيات، و قال: سرقها من أبي نواس حيث يقول:

صوت‌

و مظهرة لخلق اللّه ودّا

و تلقى بالتحيّة و السلام‌

أتيت فؤادها أشكو إليه‌

فلم أخلص إليه من الزّحام‌


[1] الديوان 260.

[2] في أ «كبيرا»، و في الديوان «أن رأت غلاما».

[3] ديوانه 213.

[4] إشارة إلى ما جاء في سورة يوسف 26: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ‌.

[5] ديوانه 106، و فيه «و تستريث زيارتي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست