جاءنا العباس بن الأحنف
يوما و هو كئيب، فنشّطناه فأبى أن ينشط، فقلنا: ما دهاك؟ فقال: لقيتني فوز اليوم،
فقالت لي: يا شيخ! و ما قالت ذلك إلّا من حادث ملال. فقلنا له: هوّن عليك؛ فإنها
امرأة لا تثبت على حال، و ما أرادت إلا العبث بك و المزاح معك. فقال: إني و اللّه
قد قلت أقبح مما قالت، ثم أنشدنا [1]:
أخبرني محمد بن يحيى، قال:
حدثنا علي بن الصبّاح، قال: حدثنا أبو ذكوان، قال:
كانت لفوز جارية يقال لها
يمن، و كانت تجيء إلى العباس برسالتها، فمضت إلى فوز، و قد طلبت من العباس شيئا
فمنعها إيّاه، و زعمت أنه أرادها و دعاها إلى نفسه، فغضبت فوز من ذلك، فكتب إليها
[3]: