responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 253

عليك قريّتك [1]. ثم إنه أتاه رجل، فقال له: إنك إن تقدم القريّة تهلك. فانصرف و لم يقدم.

حاتم و أسير له‌

غزت فزارة طيئا و عليهم حصين [2] بن حذيفة، و خرجت طيئ في طلب القوم، فلحق حاتم رجلا من بدر [3]، فطعنه ثم مضى، فقال: إن مرّ بك أحد فقل له: أنا أسير حاتم. فمرّ به أبو حنبل، فقال: من أنت؟ قال: أنا أسير حاتم. فقال له: إنه يقتلك، فإن زعمت لحاتم أو لمن سألك أنّي أسرتك، ثم صرت في يدي خلّيت سبيلك، فلما رجعوا قال حاتم:/ يا أبا حنبل [4] خلّ سبيل أسيري، فقال أبو حنبل: أنا أسرته، فقال حاتم: قد رضيت بقوله، فقال: أسرني أبو حنبل، فقال حاتم [5]:

إنّ أباك الجون لم يك غادرا

ألا من بني بدر أتتك الغوائل‌

صوت‌

و هاجرة من دون ميّة لم تقل‌

قلوصي بها و الجندب الجون يرمح [6]

بتيهاء مقفار [7] يكاد ارتكاضها

بآل الضّحى و الهجر بالطّرف يمصح‌

- الهجر هاهنا مرفوع بفعله، كأنه قال: يكاد ارتكاضها بالآل يمصح بالطرف، هو و الهجر./ و يمصح:

يذهب بالطّرف-:

كأنّ الفرند المحض معصوبة به‌

ذرا قورها ينقدّ عنها و ينصح [8]

إذا ارفضّ أطراف السّياط و هلّلت‌

جروم المهاري عدّ منهنّ صيدح [9]

عروضه من الطويل.

الهاجرة: تكون وقت الزوال. و الجندب: الجرادة. و الجون: الأسود. و الجون: الأبيض أيضا: و هو من الأضداد. و قوله: يرمح، أي ينزو من شدة الحرّ لا يكاد يستقرّ على الأرض. و التّيهاء من الأرض: التي يتاه فيها.

و المقفار: التي لا أحد فيها و لا ساكن بها. ذكر ذلك أبو نصر عن الأصمعيّ. و ارتكاضها؛ يعني ارتكاض هذه التّيهاء، و هو نزوها بالآل، و الآل: السراب. و الهجر و الهاجرة واحد. و قوله: الهجر بالطرف يمصح، رفع الهجر/ بفعله كأنه قال: يكاد ارتكاضها بالآل يمصح بالطرف، هو و الهجر. يمصح: يذهب بالطّرف. و الفرند: الحرير الأبيض. و المحض: الخالص. يقول: كأن هذا السراب حرير أبيض، و قد عصبت به ذرى قورها، و هي الجبال‌


[1] قريّة: موضع بجبل طيئ.

[2] الديوان «حصن بن حذيفة».

[3] الديوان «من بني بدر».

[4] ف «جبيل»، و المثبت من الديوان أيضا.

[5] ديوانه 50.

[6] ديوان ذي الرمة 86. لم تقل، من القيلولة. و الجندب: شبه الجراد في ظهره نقط.

[7] في الديوان «و بيداء مقفار».

[8] ينقد: ينشق، و في ف «ينقد عنه».

[9] كذا في ف، و في باقي الأصول «عذبتهن صيدح».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست