responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 226

سفرت و ما سفرت لمعرفة [1]

وجها أغرّ كأنّه البدر

قال إسماعيل [2] بن محمد: فخرجت و أنا شابّ و معي شباب نريد مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فذكرنا حديث الأحوص و شعره، و قدّامنا عجوز عليها بقايا من الجمال، فلما بلغنا المسجد وقفت علينا و التفتت إلينا، و قالت:

يا فتيان، أنا و اللّه إحدى الخمس، كذب و ربّ هذا القبر و المنبر ما خلت معه واحدة منّا، و لا راجعته دون نسوتها كلاما.

رواية أخرى في سبب قوله هذا الشعر

قال الزبير:/ و حدثني غير إبراهيم بن عبد الرحمن:

أنّ نسوة من أهل المدينة نذرن مشيا إلى قباء [3] و صلاة فيه، فخرجن ليلا، فطال عليهنّ الليل فنمن، فجاءهنّ الأحوص متّكئا على عرجون/ بن طاب [4]، فتحدّث معهنّ حتى أصبح، ثم انصرف و انصرفن، فقال قصيدته:

خمس دسسن إليّ في لطف‌

حور العيون نواعم زهر

و حدثني عمّي، عن أبيه، قال: قال حبيب بن ثابت:

صدرت إلى العقيق، فخلا لي الطريق، فأنشدت أبيات الأحوص هذه، و عجوز سوداء قاعدة ناحية تسمع ما أقول و لا أشعر بها، فقالت: كذب و اللّه يا سيّدي؛ إنّ سيفه ليلتئذ لعرجون ابن طاب يتحضّر به، و إني لرسولهنّ إليه.

قال الزبير: و حدثني عمّي، عن أبيه، عن الزّبير [5] بن حبيب، قال: كنت أنشد قول الأحوص:

خمس دسسن إليّ في لطف‌

قال: فإذا نسوة فيهنّ عجوز سوداء، فأقبلن على العجوز، فقلن لها: لمن هذا الشعر؟ قالت: للأحوص، فقلت [6]: للأحوص لعمري، فقالت لهن: أنا و اللّه الجريّ، خرج نسوة يصلّين في مسجد قباء، ثم تحدّثن في رحبة المسجد، في ليلة مقمرة، فقلن: لو كان عندنا الأحوص! فخرجت حتى أتيتهنّ به، و هو متخصّر بعرجون ابن طاب، فتحدّث معهنّ حتى دنا الصبح، فقلن له: لا تذكر خبرنا، و لا تذكر إليه خيرا، قال: قد فعلت، و أنشدهنّ تلك الساعة من الليلة تلك الأبيات، ثم استمرت بأفواه الناس تغنّي:

خمس دسسن إليّ في لطف‌

الأبيات كلّها، و اللّه ما قامت معه امرأة و لا كان بينه و بين واحدة منهن سرّ [7].


[1] ف «بمعرفة».

[2] كذا في ف، و في باقي النسخ «محمد بن إسماعيل».

[3] أي مسجد قباء.

[4] ابن طاب: جنس من تمور المدينة، المضاف و المنسوب. و في ف «بعرجون مرطاب».

[5] كذا في النسخ، و تأمل السند السابق.

[6] في ج، ف «فقلن».

[7] ف «ستر».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست