قال: و كان أبو عطاء من
شعراء بني أميّة و مدّاحهم و المنصبي الهوى إليهم، و أدرك دولة بني العباس فلم تكن
له فيها نباهة، فهجاهم. و في آخر/ أيام المنصور مات. و كان مع ذلك من أحسن الناس
بديهة، و أشدّهم عارضة و تقدّما، و شهد أبو عطاء حرب بني أميّة و بني العباس
فأبلى، و قتل غلامه عطاء مع ابن هبيرة، و انهزم هو، و قيل: بل كان أبو عطاء
المقتول معه لا غلامه.
شعره في أبي زيد المري و
قد أعطاه فرسه فهرب به
أخبرني الحسن بن عليّ، عن
أحمد بن الحارث، عن المدائنيّ، قال:
كان أبو عطاء يقاتل
المسوّدة [3]، و قدّامه رجل من بني مرّة يكنى أبا يزيد، و قد عقر فرسه، فقال لأبي
عطاء:
أعطني فرسك حتى أقاتل عنّي
و عنك، و قد كانا أيقنا بالهلاك، فأعطاه أبو عطاء فرسه، فركبه المرّيّ، ثم مضى و
ترك أبا عطاء، فقال أبو عطاء في ذلك:
أنّ يحيى بن زياد الحارثيّ
و حمّادا الراوية كان بينهما و بين معلّى بن هبيرة ما يكون مثله بين الشعراء و
الرّواة من النّفاسة، و كان معلّى بن هبيرة يحبّ أن يطرح حمادا في لسان شاعر
يهجوه.
أبو عطاء و حماد الراوية
قال حمّاد الراوية: فقال
لي يوما بحضرة يحيى بن زياد: أ تقول لأبي عطاء السنديّ أن يقول في زجّ و جرادة و
مسجد بني شيطان؟ قال: فقلت له:/ فما تجعله لي على ذلك؟ قال: بغلتي بسرجها و
لجامها. قلت: فعدّلها [6] على يدي يحيى بن زياد، ففعل، و أخذت عليهن موثقا
بالوفاء.
[1]
في ب «تذكرت»، و المثبت في المختار.
كفاء: شيء يقوم به و يعادله.