responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 210

فإنّ العقل ليس له إذا ما

تذوكرت [1] الفضائل من كفاء

و إنّ النّوك للأحساب غول‌

به تأوي إلى داء عياء

فلا تثقن من النّوكى بشي‌ء

و لو كانوا بني ماء السماء

كعنبر الوثيق بناء بيت‌

و لكن عقله مثل الهباء

/ و ليس بقابل [2] أدبا فدعه‌

و كن منه بمنقطع الرّجاء

كان من شعراء بني أمية و مداحهم‌

قال: و كان أبو عطاء من شعراء بني أميّة و مدّاحهم و المنصبي الهوى إليهم، و أدرك دولة بني العباس فلم تكن له فيها نباهة، فهجاهم. و في آخر/ أيام المنصور مات. و كان مع ذلك من أحسن الناس بديهة، و أشدّهم عارضة و تقدّما، و شهد أبو عطاء حرب بني أميّة و بني العباس فأبلى، و قتل غلامه عطاء مع ابن هبيرة، و انهزم هو، و قيل: بل كان أبو عطاء المقتول معه لا غلامه.

شعره في أبي زيد المري و قد أعطاه فرسه فهرب به‌

أخبرني الحسن بن عليّ، عن أحمد بن الحارث، عن المدائنيّ، قال:

كان أبو عطاء يقاتل المسوّدة [3]، و قدّامه رجل من بني مرّة يكنى أبا يزيد، و قد عقر فرسه، فقال لأبي عطاء:

أعطني فرسك حتى أقاتل عنّي و عنك، و قد كانا أيقنا بالهلاك، فأعطاه أبو عطاء فرسه، فركبه المرّيّ، ثم مضى و ترك أبا عطاء، فقال أبو عطاء في ذلك:

لعمرك إنني و أبا يزيد

لكالساعي إلى وضح السّراب‌

رأيت مخيلة [4] فطمعت فيها

و في الطمع المذلّة للرّقاب‌

فما أعياك من طلب و رزق‌

كما يعييك في سرق الدّواب [5]

و أشهد أنّ مرّة حيّ صدق‌

و لكن لست منهم في النّصاب‌

أخبرني الحسن، عن أحمد بن الحارث، عن المدائنيّ:

أنّ يحيى بن زياد الحارثيّ و حمّادا الراوية كان بينهما و بين معلّى بن هبيرة ما يكون مثله بين الشعراء و الرّواة من النّفاسة، و كان معلّى بن هبيرة يحبّ أن يطرح حمادا في لسان شاعر يهجوه.

أبو عطاء و حماد الراوية

قال حمّاد الراوية: فقال لي يوما بحضرة يحيى بن زياد: أ تقول لأبي عطاء السنديّ أن يقول في زجّ و جرادة و مسجد بني شيطان؟ قال: فقلت له:/ فما تجعله لي على ذلك؟ قال: بغلتي بسرجها و لجامها. قلت: فعدّلها [6] على يدي يحيى بن زياد، ففعل، و أخذت عليهن موثقا بالوفاء.


[1] في ب «تذكرت»، و المثبت في المختار. كفاء: شي‌ء يقوم به و يعادله.

[2] أ «بقائل»، و المثبت في المختار أيضا.

[3] المسودة: يريد بني العباس و من والاهم لأن لباسهم كان السواد.

[4] المخيلة: السحابة تخالها ماطرة لرعدها و برقها.

[5] أ «كما أعياك من».

[6] عدلها: بريد اجعلها في ضمان عدل.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست