responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 186

أهل الحلف و على أي شي‌ء تحالفوا

و قال: أهل حلف الفضول بنو هاشم، و بنو المطلب، و بنو أسد بن عبد العزّى، و بنو زهرة، و بنو تيم، تحالفوا بينهم ألّا يظلم بمكة أحد إلا كنّا جميعا مع المظلوم على الظالم، حتى نأخذ له مظلمته ممّن ظلمه شريفا أو وضيعا، منّا أو من غيرنا.

ثم انطلقوا إلى العاص بن وائل، ثم قالوا: و اللّه لا نفارقك حتى تؤدّي إليه حقّه، فأعطى الرجل حقّه، فمكثوا كذلك لا يظلم أحد حقّه بمكة إلّا أخذوه له. و كان عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يقول: لو أنّ رجلا وحده خرج من قومه لخرجت من عبد شمس، حتى أدخل في حلف الفضول. و ليس عبد شمس في حلف الفضول.

و حدثني محمد بن حسن، عن محمد بن طلحة، عن موسى بن عبد اللّه بن إبراهيم، عن أبيه، و عن محمد بن فضالة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، و عن إبراهيم بن محمد، و عن أبي عبد اللّه بن الهاد:

/ أنّ بني هاشم و بني المطلب و بني أسد بن عبد العزّى و تيم بن مرّة احتلفوا على ألّا يدعوا بمكة كلها، و لا في الأحابيش [1] مظلوما يدعوهم إلى نصرته إلّا أنجدوه، حتى يردّوا عليه مظلمته، أو يبلوا في ذلك عذرا، أو على ألّا يتركوا لأحد عند أحد فضلا إلّا أخذوه، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر- و بذلك سمّي حلف الفضول- باللّه الغالب [2] أنّ اليد على الظالم حتى يأخذوا للمظلوم حقّه ما بلّ بحر صوفة [3]، و على التأسّي في المعاش.

قال محمد بن الحسن: قال محمد بن طلحة في حديثه، عن موسى بن محمد عن أبيه، و عن محمد بن فضالة، عن أبيه، قال:

لم يكن بنو أسد بن عبد العزى في حلف الفضول، قال: و كان بعد عبد المطلب.

قال: و حدثني محمد بن الحسن، عن عيسى بن يزيد بن دأب، قال: أهل حلف الفضول: هاشم، و زهرة، و تيم. قال: و قيل له: فهل لذلك شاهد من الشعر؟ قال: نعم، قال: أنشدني بعض أهل العلم قول بعض الشعراء:

تيم بن مرّة إن سألت و هاشم‌

و زهرة الخير في دار ابن جدعان‌

متحالفون على النّدى ما غرّدت‌

ورقاء في فنن من جزع كتمان‌

/ فقيل له: و أين كتمان؟ فقال: واد بنجران [4]؛ فجاء ببيتين مضطربين مختلفي النصفين.

و حدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال:

تداعى بنو هاشم و بنو المطلب و بنو أسد بن عبد العزّى و بنو زهرة بن كلاب و تيم بن مرّة إلى حلف الفضول، فاجتمعوا في دار عبد اللّه بن جدعان، فتحالفوا عنده، و تعاقدوا ألّا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها و لا من غيرهم‌


[1] الأحابيش: أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم و بين قريش قبل الإسلام؛ سموا بذلك لاسودادهم.

و قيل: إنهم سموا باسم جبل حبشي بأسفل مكة؛ و ذلك أن بني المصطلق و بني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده، فحالفوا قريشا و قالوا: إنا ليد على غيرنا ما سجا ليل و وضح نهار. و ما أرسى حبشي مكانه. «اللسان» (حبش).

[2] أ «القائل» و في هامشه من نسخة «الغالب».

[3] ما بل بحر صوفة، أي أبدا. و صوف البحر: شي‌ء على شكل الصوف الحيواني. و من الأبديات قولهم: لا آتيك ما بل بحر صوفة، و حكى اللحياني: ما بل البحر صوفة. (اللسان- «صوف»).

[4] في البلدان: قال أبو منصور: كتمان: اسم بلد في بلاد قيس. و قال غيره: كتمان: واد بنجران.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست