غضبه لوقوع قوم في أخيه
عبد اللّه بمجلس عبد الملك بن مروان
أخبرنا الطوسيّ و الحرميّ
بن أبي العلاء، قالا: حدثنا الزبير، قال: حدثنا مصعب بن عثمان، عن عامر بن صالح،
عن هشام بن عروة، قال:
قدم عروة بن الزبير على
عبد الملك بن مروان، فدخل فأجلسه معه على السرير، فجاء قوم فوقعوا في عبد اللّه بن
الزبير، فخرج عروة فقال للآذن: إنّ عبد اللّه بن الزّبير ابن أميّ و أبي، فإذا
أردتم أن تقعوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم.
فذكر ذلك لعبد الملك بن
مروان، فقال له عبد الملك: قد أخبرني الآذن بما قلت، و إنّ أخاك لم يكن قتلنا إياه
لعداوة، و لكنه طلب أمرا و طلبناه فقتل دونه، و إنّ الشام قوم من أخلاقهم ألا
يقتلوا أحدا إلّا شتموه، فإذا أذنّا لأحد قبلك فقد جاء من يشتمه فلا تدخل، و إذا
أذنا لأحد و أنت جالس فانصرف.
قدومه على الوليد بن عبد
الملك حين شلت رجله
ثم قدم عروة على الوليد بن
عبد الملك حين شلّت رجله، فقيل له: اقطعها، قال: إني لأكره أن أقطع منّي طابقا،
فارتفعت إلى الركبة، فقيل له: إنها إن وقعت في الركبة قتلتك، فقطعت، و لم يقبض
وجهه. و قيل له/ قبل أن يقطعها: نسقيك دواء لا تجد معه ألما، فقال: ما يسعني أنّ
هذا الحائط وقاني أذاها.
مقتل ابنه محمد
قال الزّبير: و حدّثني
مصعب بن عثمان بن عامر، عن صالح، عن هشام بن عروة، قال:
سقط محمد بن عروة بن
الزّبير- و أمه بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية- من سطح في اصطبل دوابّ الوليد ابن
عبد الملك، فضربته بقوائمها حتى قتلته، فأتى عروة رجل يعزّيه، فقال عروة: إن كنت
تعزّيني برجلي/ فقد احتسبتها، فقال: بل أعزّيك بمحمد، قال: و ما له؟ فخبّره بشأنه؛
فقال [1]: