و له أخبار في قضايا كثيرة
يطول ذكرها، و فيها ما لا يستغنى عن ذكره، منها محاكمة أمير المؤمنين عليّ عليه
السلام إليه في الدّرع.
يقضي بين علي و بين
يهودي أخذ درعه
حدثني به عبد اللّه بن محمد
بن إسحاق بن أخت داهر بن نوح بالأهواز، قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام
العجليّ، قال: حدثني حكيم بن حزام، عن الأعمش، عن إبراهيم التيميّ، قال:
عرف عليّ صلوات اللّه عليه
درعا مع يهوديّ، فقال: يا يهوديّ، درعي سقطت منّي يوم كذا و كذا، فقال اليهوديّ: ما
أدري ما تقول! درعي و في يدي، بيني و بينك قاضي المسلمين.
فانطلقا إلى شريح، فلما
رآه شريح قام له عن مجلسه، فقال له عليّ: اجلس. فجلس شريح، ثم قال: إنّ خصمي لو
كان مسلما لجلست معه بين يديك، و لكني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم
يقول: لا تساووهم في المجلس، و لا تعودوا مرضاهم، و لا تشيّعوا جنائزهم، و
اضطرّوهم إلى أضيق الطرق، و إن سبّوكم فاضربوهم، و إن ضربوكم فاقتلوهم. ثم قال:
درعي عرفتها مع هذا اليهوديّ.
فقال شريح لليهوديّ: ما
تقول؟ قال: درعي و في يدي.
قال شريح: صدقت و اللّه يا
أمير المؤمنين، إنها لدرعك كما قلت، و لكن لا بدّ من شاهد؛ فدعا قنبرا فشهد له، و
دعا الحسن بن عليّ، فشهد/ له،/ فقال: أمّا شهادة مولاك فقد قبلتها، و أما شهادة
ابنك لك فلا. فقال عليّ: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلم يقول إنّ الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة.
قال: اللهم نعم، قال: أ
فلا تجيز شهادة أحد سيّدي شباب أهل الجنة! و اللّه لتخرجنّ إلى بانقيا فلتقضينّ
بين أهلها أربعين يوما. ثم سلّم الدّرع إلى اليهودي.
فقال اليهوديّ: أمير
المؤمنين مشى معي إلى قاضيه، فقضى عليه، فرضي به، صدقت إنها لدرعك، سقطت منك يوم كذا
و كذا عن جمل أورق فالتقطتها، و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمدا رسول
اللّه. فقال عليّ عليه السلام: هذه الدّرع لك، و هذه الفرس لك، و فرض له في
تسعمائة، فلم يزل معه حتى قتل يوم صفّين.