responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 108

و كان إذا سئل: من أحسن الناس غناء؟ قال: مولاة الأنصار المفضّلة على كلّ من غنّى و ضرب بالمعازف و العيدان من الرجال و النّساء.

قال: و حدثني هشام بن المرّيّة أنّ ابن محرز كان يقيم بمكة ثلاثة أشهر، و يأتي المدينة فيقيم بها ثلاثة أشهر من أجل عزّة، و كان يأخذ عنها.

رأي طويس فيها

قال إسحاق: و حدثني الجمحيّ، عن جرير [1] المغنّي المديني، أنّ طويسا كان أكثر ما يأوي إلى منزل عزّة الميلاء، و كان في جوارها، و كان إذا ذكرها يقول: هي سيّدة من غنّى من النساء، مع جمال بارع، و خلق فاضل و إسلام لا يشوبه دنس؛ تأمر بالخير و هي من أهله، و تنهى عن السوء و هي مجانبة [2] له، فناهيك ما كان أنبلها، و أنبل مجلسها!.

ثم قال: كانت إذا جلست جلوسا عامّا فكأنّ الطير على رءوس أهل مجلسها، من تكلّم أو تحرك نقر رأسه.

قال ابن سلّام: فما ظنّك بمن يقول: فيه طويس هذا القول! و من ذلك الذي سلم من طويس!.

سمعها معبد و قد أسنت فأعجب بها

قال إسحاق: و حدثني أبو عبد اللّه الأسلميّ، عن معبد:

أنه أتى عزّة يوما و هي عند جميلة و قد أسنّت، و هي تغنّي على معزفة في شعر ابن الإطنابة، قال:

علّلاني و علّلا صاحبيّا

و اسقياني من المروّق ريّا

قال: فما سمع السامعون قطّ بشي‌ء أحسن من ذلك. قال معبد: هذا غناؤها، و قد أسنّت، فكيف بها و هي شابّة!.

عمر بن أبي ربيعة يغشى عليه حين سمعها تغني شعره‌

قال إسحاق: و ذكر لي عن صالح بن حسّان الأنصاريّ، قال: كانت عزّة مولاة لنا، و كانت عفيفة جميلة، و كان عبد اللّه بن جعفر، و ابن أبي عتيق، و عمر بن أبي ربيعة يغشونها في منزلها فتغنّيهم. و غنّت يوما عمر بن أبي ربيعة لحنا لها في شي‌ء من شعره، فشقّ ثيابه، و صاح صيحة عظيمة صعق معها، فلما أفاق قال له القوم: لغيرك الجهل يا أبا الخطاب! قال: إني سمعت و اللّه ما لم أملك معه نفسي و لا عقلي.

و قال إسحاق: و حدثني أبو عبد اللّه الأسلميّ المدنيّ، قال:

كان حسّان بن ثابت معجبا بعزّة الميلاء، و كان يقدّمها على سائر قيان المدينة.

غنت شعرا لحسان بن ثابت فبكى‌

أخبرني حرميّ، عن الزبير، عن محمد بن الحسن المخزوميّ، عن محرز بن جعفر، قال:


[1] كذا ضبط بالتصغير في أو الإكمال: 131 أ.

[2] في المختار «و هي مجانبته».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست