responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 100

«بسم اللّه الرحمن الرحيم.

لعبد اللّه معاوية أمير المؤمنين، من شريح بن هانئ.

أما بعد؛ فقد بلغني أنّ زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر، و إن شهادتي على حجر أنه ممّن يقيم الصلاة، و يؤتي الزكاة، و يأمر بالمعروف، و ينهى عن المنكر، حرام المال و الدم، فإن شئت فاقتله، و إن شئت فدعه».

معاوية يكتب إلى زياد بحيرته في أمر حجر و أصحابه، و زياد يرد عليه يطلب عقابهم‌

فقرأ كتابه على وائل، و قال: ما أرى هذا إلّا قد أخرج نفسه من شهادتكم. فحبس القوم بعد هذا، و كتب إلى زياد:

«فهمت ما اقتصصت من أمر حجر و أصحابه و الشهادة عليهم، فأحيانا أرى أنّ قتلهم أفضل، و أحيانا أرى أن العفو أفضل من قتلهم».

فكتب زياد إليه مع يزيد بن حجيّة التيميّ: «قد عجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم مع شهادة أهل مصرهم عليهم، و هم أعلم بهم؛ فإن كانت لك حاجة في هذا المصر فلا تردّنّ حجرا و أصحابه إليه.

حجر يطلب إبلاغ معاوية تمسكه ببيعته‌

فمرّ يزيد بحجر و أصحابه فأخبرهم بما كتب به زياد، فقال له حجر: أبلغ أمير المؤمنين أنّا على بيعته لا نقيلها و لا نستقيلها، و إنما شهد علينا الأعداء و الأظنّاء [1].

/ فقدم يزيد بن حجيّة على معاوية بالكتاب، و أخبره بقول حجر. فقال معاوية: زياد أصدق عندنا من حجر.

و كتب جرير بن عبد اللّه في أمر الرجلين اللّذين من بجيلة، فوهبهما له و ليزيد بن أسد، و طلب وائل بن حجر في الأرقم الكنديّ، فتركه، و طلب أبو الأعور في عتبة بن الأخنس فوهبه له، و طلب حمزة بن مالك الهمدانيّ في سعيد بن نمران فوهبه له، و طلب [2] حبيب بن مسلمة في عبد اللّه بن جؤيّة التميميّ فخلّى سبيله.

فقام مالك بن هبيرة، فسأله في حجر فلم يشفّعه؛ فغضب و جلس في بيته. و بعث معاوية هدبة [3] بن فيّاض القضاعيّ و الحصين بن عبد اللّه الكلابيّ، و آخر معهما يقال له أبو صريف البدريّ، فأتوهم عند المساء، فقال الخثعميّ حين رأى الأعور: يقتل نصفنا و ينجو نصفنا. فقال سعيد بن نمران: اللهم اجعلني ممن ينجو، و أنت عني راض. فقال عبد الرحمن بن حسّان العنزيّ: اللهم اجعلني ممن يكرم بهوانهم و أنت عنّي راض، فطالما عرّضت نفسي للقتل، فأبى اللّه إلّا ما أراد.

رسول معاوية يطلب من أصحاب حجر لعن علي فيأبون‌

فجاء رسول معاوية إليهم فإنه لمعهم إذ جاء رسول بتخلية ستّة منهم و بقي ثمانية. فقال لهم رسول [4] معاوية:


[1] الأظناء: المتهمون.

[2] المختار «و تكلم».

[3] بيروت «هدية»، بالياء المشددة، و الهاء المفتوحة.

[4] كذا في ح، و الطبري، و في أ، م، ب، س «رسل»..

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 17  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست