responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 98

فإذا دخلت عليه فلا تظهرنّ طربا حتى أغنيه الصوت الذي غنّيته. فقال: سوأة على كبر سنّي؟ فدعا به يزيد و هو على طنفسة خزّ، و وضع لمعاوية مثلها، فجاءوا بجامين فيهما مسك فوضعت إحداهما بين يدي يزيد و الأخرى بين يدي معاوية، فقال: فلم أدر كيف أصنع. فقلت: انظر كيف يصنع فاصنع مثله. فكان يقلّبه فيفوح ريحه و أفعل/ مثل ذلك، فدعا بحبابة فغنّت، فلما غنّت ذلك الصوت أخذ معاوية الوسادة فوضعها على رأسه و قام يدور و ينادي:

«الدّخن بالنوى» يعني اللّوبيا. قال: فأمر له بصلات عدّة دفعات إلى أن خرج، فكان مبلغها ثمانية آلاف دينار.

اختبار يزيد لطرب مولى حبابة:

أخبرني إسماعيل بن يونس قال: أخبرني الزبير بن أبي بكر، عن ظبية:

أنّ حبابة غنّت يوما بين يدي يزيد فطرب ثم قال لها: هل رأيت قطّ أطرب مني؟ قالت: نعم، مولاي الذي باعني. فغاظه ذلك فكتب في حمله مقيّدا، فلما عرف خبره أمر بإدخاله إليه، فأدخل يرسف في قيده، و أمرها فغنّت بغتة:

تشطّ غدا دار جيراننا

و للدّار بعد غد أبعد

فوثب حتّى ألقى نفسه على الشمعة فأحرق لحيته، و جعل يصيح: الحريق يا أولاد الزنا! فضحك يزيد و قال:

لعمري إنّ هذا لأطرب الناس! فأمر بحلّ قيوده، و وصله بألف دينار، و وصلته حبابة، و ردّه إلى المدينة.

يزيد و أم عوف المغنية:

أخبرني إسماعيل بن يونس قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: قال إسحاق:

كان يزيد بن عبد الملك قبل أن تفضي إليه الخلافة، تختلف إليه مغنيّة طاعنة في السّن تدعى أمّ عوف، و كانت محسنة، فكان يختار عليها:

متى أجر خائفا تسرح مطيته‌

و إن أخف آمنا تنبو به الدار [1]

سيروا إليّ و أرخوا من أعنّتكم‌

إنّي لكلّ امرئ من وتره جار

/ فذكرها يزيد يوما لحبابة، و قد كانت أخذت عنها فلم تقدر أن تطعن عليها إلا بالسنّ، فغنت:

أبى القلب إلّا أمّ عوف و حبّها

عجوزا و من يحبب عجوزا يفنّد [2]

/ فضحك و قال: لمن هذا الغناء؟ فقالت: لمالك. فكان إذا جلس معها للشّرب يقول: غنّيني صوت مالك في أمّ عوف.

استبقاء يزيد لجثة حبابة بعد موتها، ثم موته و دفنه إلى جنبها:

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار قال: حدّثني عمر بن شبّة قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن الحارث‌


[1] ما عدا ط، ها، مط «تغلق به الدار».

[2] البيت لأبي الأسود الدؤلي في «الحماسة» (2: 138). و قد غيرت رواية البيت لتستقيم لها الفكاهة و يتم العبث بأم عوف. و الرواية:

«أم عمرو». و بعده:

كثوب اليماني قد تقادم عهده‌

و رقعته ما شئت في العين و اليد

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست