فقالت له امرأته: ما دعا
أحد قبلك للأسد بخير قطّ. قال: و لا نصر أحدا كما نصرني.
دعوة مسكين الدارمي لابن
حسّان أن يتهاجيا:
و قال ابن الكلبيّ: كان
الأخطل و مسكين الدارميّ صديقين لابن الحكم، فاستعان بهما على ابن حسّان، فهجاه
الأخطل، و قال له مسكين: ما كنت لأهجو أحدا أو أعذر [2] إليه. فكتب إليه مسكين
بقصيدته اللامية يدعوه إلى المفاخرة و المنافرة، فقال في أوّلها:
/
ألا إنّ الشّباب ثياب لبس
و ما الأموال إلّا كالظّلال
فإن يبل الشّباب فكلّ
شيء
سمعت به سوى الرحمن بال
جواب ابن حسان:
و هي طويلة جدا، يفخر فيها
بمآثر بني تميم. فأجابه ابن حسّان فقال:
و هي أطول من قصيدة مسكين.
ثم انقطع التناضل بينهما.
تحريض الأخطل على هجاء
الأنصار:
قال دماذ: فحدّثني أبو
عبيدة قال: حدّثني أبو حيّة النميري قال: حدّثني الفرزدق قال:
كنّا في ضيافة معاوية، و
معنا كعب/ بن جعيل التّغلبي، فحدّثني أنّ يزيد بن معاوية قال له: إنّ ابن حسّان
فضح عبد الرحمن بن الحكم و غلبه، و فضحنا، فاهج الأنصار. قال: فقلت له: أ رادّي
أنت في الشرك، أ أهجو قوما نصروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و آله و آووه؟
و لكنّي أدلّك على غلام منا نصرانيّ لا يبالي أن يهجوهم، كأنّ لسانه لسان ثور.
قال: من هو؟ قلت: الأخطل.
فدعاه و أمره بهجائهم، فقال: على أن تمنعني؟ قال: نعم.
قال أبو عبيدة: إن معاوية
دسّ إلى كعب و أمره بهجائهم، فدلّه على الأخطل، فقال الأخطل قصيدته التي هجا فيها
الأنصار، و قد مضت و مضى خبرها و خبر النعمان بن بشير.
/ و
زاد أبو عبيدة عمن روينا ذلك عنه: أنّ النعمان بن بشير ردّ على الأخطل فقال: