responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 83

لا يرفع الرحمن مصروعكم‌

و لا يوهّي قوّة الصارع [1]

فقالت له امرأته: ما دعا أحد قبلك للأسد بخير قطّ. قال: و لا نصر أحدا كما نصرني.

دعوة مسكين الدارمي لابن حسّان أن يتهاجيا:

و قال ابن الكلبيّ: كان الأخطل و مسكين الدارميّ صديقين لابن الحكم، فاستعان بهما على ابن حسّان، فهجاه الأخطل، و قال له مسكين: ما كنت لأهجو أحدا أو أعذر [2] إليه. فكتب إليه مسكين بقصيدته اللامية يدعوه إلى المفاخرة و المنافرة، فقال في أوّلها:

/

ألا إنّ الشّباب ثياب لبس‌

و ما الأموال إلّا كالظّلال‌

فإن يبل الشّباب فكلّ شي‌ء

سمعت به سوى الرحمن بال‌

جواب ابن حسان:

و هي طويلة جدا، يفخر فيها بمآثر بني تميم. فأجابه ابن حسّان فقال:

أتاني عنك يا مسكين قول‌

بذلت النّصف فيه غير آل [3]

دعوت إلى التناضل غير قحم‌

و لا غمر يطير لدى النضال [4]

و هي أطول من قصيدة مسكين. ثم انقطع التناضل بينهما.

تحريض الأخطل على هجاء الأنصار:

قال دماذ: فحدّثني أبو عبيدة قال: حدّثني أبو حيّة النميري قال: حدّثني الفرزدق قال:

كنّا في ضيافة معاوية، و معنا كعب/ بن جعيل التّغلبي، فحدّثني أنّ يزيد بن معاوية قال له: إنّ ابن حسّان فضح عبد الرحمن بن الحكم و غلبه، و فضحنا، فاهج الأنصار. قال: فقلت له: أ رادّي أنت في الشرك، أ أهجو قوما نصروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و آله و آووه؟ و لكنّي أدلّك على غلام منا نصرانيّ لا يبالي أن يهجوهم، كأنّ لسانه لسان ثور.

قال: من هو؟ قلت: الأخطل. فدعاه و أمره بهجائهم، فقال: على أن تمنعني؟ قال: نعم.

قال أبو عبيدة: إن معاوية دسّ إلى كعب و أمره بهجائهم، فدلّه على الأخطل، فقال الأخطل قصيدته التي هجا فيها الأنصار، و قد مضت و مضى خبرها و خبر النعمان بن بشير.

/ و زاد أبو عبيدة عمن روينا ذلك عنه: أنّ النعمان بن بشير ردّ على الأخطل فقال:

أبلغ قبائل تغلب ابنة وائل‌

من بالفرات و جانب الثّرثار [5]


[1] ما عدا ط، ها، مب «لا يرفع الرحمن مصدوعهم» و «الصادع».

[2] أعذر إليه: لم يبق فيه موضعا للاعتذار. ما عدا ط، ح، ها، مب «و اعتذر إليه». تحريف.

[3] النصف: الإنصاف و المعدلة. غير آل: غير مقصر و لا تارك.

[4] القحم: الذي قد أقحمته السن تراه قد هرم من غير أوان الهرم. و الغمر: هو الجاهل الغر الذي لا تجربة له.

[5] الثرثار: واد عظيم بالجزيرة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست