responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 81

يوم أنبئت أنّ ساقيّ رضّت‌

و أتاكم بذلك الرّكبان‌

ثمّ قالوا إنّ ابن عمّك في بل

- وى أمور أتى بها الحدثان [1]

فتئطّ الأرحام و الودّ و الصّح

- بة فيما أتى به الحدثان [2]

إنما الرمح فاعلمنّ قناة

أو كبعض العيدان لو لا السّنان‌

/ و هي قصيدة طويلة- فدخل النعمان على معاوية فقال له: يا أمير المؤمنين، إنك أمرت سعيدا أن يضرب ابن حسّان و ابن الحكم مائة مائة فلم يفعل، ثم ولّيت مروان فضرب ابن حسّان و لم يضرب أخاه. قال: فتريد ما ذا؟

قال: أنت تكتب إليه بمثل ما كتبت إلى سعيد. فكتب إلى معاوية يعزم عليه أن يضرب أخاه مائة، و بعث إلى ابن حسّان بحلّة، فلما قدم الكتاب على مروان بعث إلى ابن حسان: إنّي مخرجك، و إنّما أنا مثل والدك، و ما كان ما كان منّي إليك إلا على سبيل التأديب لك. و اعتذر إليه، فقال حسان: ما بدا له في هذا إلّا لشي‌ء قد جاءه. و أبى أن يقبل منه، فأبلغ الرسول ذلك مروان فوجّهه إليه بالحلّة فرمى بها في الحشّ [3]. فقيل له: حلّة أمير المؤمنين و ترمي بها في الحشّ؟ قال: نعم و ما أصنع بها! و جاءه قومه فأخبروه الخبر فقال: قد علمت أنّه لم يفعل ما فعل إلا لأمر قد حدث. فقال الرسول لمروان: ما تصنع بهذا، قد أبى أن يعفو فهلمّ أخاك. فبعث مروان إلى الأنصار و طلب إليهم أن يطلبوا إليه أن يضربه خمسين فإنّه ضعيف. فطلبوا إليه فأجابهم، فأخرجه فضربه خمسين، فلقي ابن حسّان بعض من كان لا يهوى ما ترك من ذلك، فقال له: أضربك مائة و يضربه خمسين، بئس ما صنعت إذ وهبتها له. قال: إنّه عبد و إنّما ضربه ما يضرب العبد نصف ما يضرب الحرّ! فحمل هذا الكلام حتّى شاع بالمدينة و بلغ ابن الحكم فشقّ عليه، فأتى أخاه مروان فخبّره الخبر و قال: فضحتني، لا حاجة لي فيما تركت [4] فهلمّ فاقتصّ.

هجاء عبد الرحمن لابن الحكم:

فضرب ابن الحكم خمسين أخرى، فقال عبد الرحمن يهجو ابن الحكم:

/

دع ذا وعدّ قريض شعرك في امرئ‌

يهذي و ينشد شعره كالفاخر [5]

عثمان عمّكم و لستم مثله‌

و بنو أميّة منكم كالآمر

و بنو أبيه سخيفة أحلامهم‌

فحش النفوس لدى الجليس الزائر

/ أحياؤهم عار على أمواتهم‌

و الميّتون مسبّة للغابر [6]

هم ينظرون إذا مددت إليهم‌

نظر التيوس إلى شفار الجازر


[1] ما عدا ط، ح، ها، مب «ابن عمك يلوي من أمور».

[2] تئط: تحن. ما عدا ح، ط، ها، مب «و قنيط» محرّف عنه.

[3] الحش، بتثليث الحاء: أصله البستان و جماعة النخل. و كانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة ذهبوا إليها، ثم سمى المتوضأ به، نحو تسميتهم الفناء عذرة.

[4] هذا الصواب في ط، ها، مب فقط. و في ح: «فأتى أخاه مروان ابن حسّان لا حاجة لنا فما تركت». و في سائر النسخ «فأتى أن مروان بن حسّان فقال له لا حاجة لنا فيما تركت».

[5] ما عدا ط، ها، مب «كالفاجر».

[6] الغابر: الباقي. أي أمواتهم كذلك عار على الأحياء.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست