كان زياد الأعجم صديقا
لعمر بن عبيد اللّه بن معمر قبل أن يلي، فقال له عمر: يا أبا أمامة، لو قد وليت
لتركتك لا تحتاج إلى أحد أبدا. فلما ولي فارس قصده، فلمّا لقيه أنشأ يقول:
أبلغ أبا حفص رسالة
ناصح
أتت من زياد مستبينا كلامها
فإنّك مثل الشّمس لا
ستر دونها
فكيف أبا حفص عليّ ظلامها
/ فقال له عمر: لا يكون عليك ظلامها أبدا. فقال زياد:
قال: لست كذلك فسل حاجتك.
قال: نجيبة و رحالتها [2]، و فرس رائع و سائسه، و بدرة و حاملها، و جارية و
خادمها، و تخت ثياب [3] و وصيف يحمله. فقال: قد أمرنا لك بجميع ما سألت، و هو لك
علينا في كلّ عام.
فخرج من عنده حتّى قدم على
عبد اللّه بن الحشرج و هو بسابور، فأنزله و ألطفه [4]، فقال في ذلك: