responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 259

كان زياد الأعجم صديقا لعمر بن عبيد اللّه بن معمر قبل أن يلي، فقال له عمر: يا أبا أمامة، لو قد وليت لتركتك لا تحتاج إلى أحد أبدا. فلما ولي فارس قصده، فلمّا لقيه أنشأ يقول:

أبلغ أبا حفص رسالة ناصح‌

أتت من زياد مستبينا كلامها

فإنّك مثل الشّمس لا ستر دونها

فكيف أبا حفص عليّ ظلامها

/ فقال له عمر: لا يكون عليك ظلامها أبدا. فقال زياد:

لقد كنت أدعو اللّه في السّرّ أن أرى‌

أمور معدّ في يديك نظامها

فقال له: قد رأيت ذلك. فقال:

/

فلما أتاني ما أردت تباشرت‌

بناتي و قلن العام لا شكّ عامها

قال: فهو عامهنّ إن شاء اللّه تعالى. فقال:

فإنّي و أرضا أنت فيها ابن معمر

كمكّة لم يطرب لأرض حمامها [1]

قال: فهي كذلك يا زياد. فقال:

إذا اخترت أرضا للمقام رضيتها

لنفسي و لم يثقل عليّ مقامها

و كنت أمنّي النفس منك ابن معمر

أمانيّ أرجو أن يتمّ تمامها

قال: قد أتمّها اللّه عليك. فقال:

فلا أك كالمجري إلى رأس غاية

يرجّي سماء لم يصبه غمامها

مديحه لعبد اللّه بن الحشرج‌

قال: لست كذلك فسل حاجتك. قال: نجيبة و رحالتها [2]، و فرس رائع و سائسه، و بدرة و حاملها، و جارية و خادمها، و تخت ثياب [3] و وصيف يحمله. فقال: قد أمرنا لك بجميع ما سألت، و هو لك علينا في كلّ عام.

فخرج من عنده حتّى قدم على عبد اللّه بن الحشرج و هو بسابور، فأنزله و ألطفه [4]، فقال في ذلك:

إنّ السّماحة و المروءة و النّدى‌

في قبّة ضربت على ابن الحشرج‌

ملك أغرّ متوّج ذو نائل‌

للمعتفين يمينه لم تشنج‌

/ يا خير من صعد المنابر بالتقى‌

بعد النبيّ المصطفى المتحرّج‌

لما أتيتك راجيا لنوالكم‌

ألفيت باب نوالكم لم يرتج [5]

فأمر له بعشرة آلاف درهم.


[1] الطرب: الشوق.

[2] النجيبة: الناقة الكريمة. و الرحالة: الرحل.

[3] التخت: وعاء يصان فيه الثياب.

[4] ألطفه: أتحفه بالهدايا و الألطاف.

[5] أ، م «راجيا أموالكم».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست