responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 25

بصبص. قال: فحدا به ليلة، فلما أصبح قال: يا ربيع أعطه درهما. فقال له: يا أمير المؤمنين؛ حدوت بهشام بن عبد الملك، فأمر لي بعشرين ألف درهم و تأمر أنت بدرهم! قال: إنّا للّه! ذكرت ما لم نحبّ [1] أن تذكره؛ و وصفت أنّ رجلا ظالما أهذ مال اللّه من غير حلّه؛ و أنفقه في غير حقّه يا ربيع، اشدد، يديك به حتّى يردّ المال. فبكى الحادي، و قال: يا أمير المؤمنين قد مضت لهذا السّنون [2] و قضيت به الديون، و تمزّقته النّفقات؛ و لا و الذي أكرمك بالخلافة ما بقي عندي منه شي‌ء. فلم يزل أهله و خاصته يسألونه حتّى كفّ عنه، و شرط عليه أن يحدو به ذاهبا و راجعا، و لا يأخذ منه شيئا.

فشل بصبص في محاولتها أخذ درهم من مزبد:

أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعيّ، قال: حدّثنا عمر بن شبة قال: حدّثني القاسم بن زيد المدينيّ؛ قال:

/ اجتمع ذات يوم عند بصبص جارية ابن نفيس عبد اللّه بن مصعب الزّبيريّ [3] و محمد بن عيسى الجعفريّ، في أشراف من أهل المدينة،/ فتذاكروا مزبّدا المدينيّ صاحب النوادر و بخله، فقالت بصبص: أنا آخذ لكم منه درهما.

فقال لها مولاها: أنت حرّة لئن فعلت إن لم أشتر لك مخنقة [4] بمائة ألف دينار و إن لم أشتر لك ثوب وشي بما شئت؛ و أجعل لك مجلسا [5] بالعقيق أنحر لك فيه بدنة لم تقتب [6] و لم تركب. فقالت: جي‌ء به و ارفع عني الغيرة.

فقال: أنت حرّة أن لو رفع برجليك لأعنته على ذلك. فقال عبد اللّه بن مصعب: فصلّيت الغداة في مسجد المدينة، فإذا أنا به، فقلت: أبا إسحاق، أ ما تحبّ أن ترى بصبص جارية ابن نفيس؟ فقال: امرأته طالق [7] إن لم يكن اللّه ساخطا عليّ فيها، و إن لم أكن أسأله أن يرينيها منذ سنة فما يفعل. فقلت له: اليوم إذا صلّيت العصر فوافني هاهنا.

قال: امرأته طالق إن برحت من هاهنا حتّى تجي‌ء صلاة العصر. قال: فتصرّفت [8] في حوائجي حتّى كانت العصر، و دخلت المسجد فوجدته فيه، فأخذت بيده و أتيتهم به، فأكلوا و شربوا، و تساكر القوم و تناوموا، فأقبلت بصبص على مزبّد، فقالت: أبا إسحاق، كأنّ في نفسك تشتهي أن أغنّيك الساعة:

لقد حثّوا الجمال ليه

- ربوا منّا فلم يئلوا [9]

/ فقال: زوجته طالق إن لم تكوني تعلمين ما في اللّوح المحفوظ! قال: فغنّته ساعة ثم مكثت ساعة فقالت:

أبا إسحاق كأنّ في نفسك تشتهي أن تقوم من مجلسك فتجلس إلى جانبي فتقرصني قرصات، و أغنّيك.

قالت و قد أبثثتها وجدي فبحت به [10]

قد كنت قدما تحبّ السّتر فاستتر


[1] ط، مب، مط «يجب».

[2] ما عدا ط، مب، مط «هذه السنون».

[3] هذه الكلمة من ط، مب، مط فقط.

[4] المخنقة: القلادة.

[5] العقيق: موضع بالمدينة.

[6] البدنة: واحدة الإبل و البقر، تطلق على الذكر و الأنثى. و الإقتاب: شد القتب على البعير، و هو الرحل على قدر سنامه.

[7] ط، ح، مب، مط «فقال امرأته الطلاق».

[8] ما عدا ط، ح، مب، مط «فانصرفت».

[9] وأل يئل: نجا.

[10] ما عدا ط، مب، مط «أبحت به».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست