فبلغ شعره عمرا فقال: ما
له لعنه اللّه و لعن من ولده، لقد هجاني بنيّة صادقة و لسان صنع ذلق، و ما عداني
إلى غيري. قال: فلقي الحزين عروة بن أذينة الليثي فأنشده هذه الأبيات فقال له:
ويحك، بعضها كان يكفيك، فقد بنيتها و لم تقم/ أودها، و داخلتها و جعلت معانيها في
أكمّتها. قال الحزين: ذلك و اللّه أرغب للناس فيها. فقال له عروة: خير الناس من
حلم عن/ الجهّال، و ما أراه إلا قد حلم عنك. فقال الحزين: حلم و اللّه عنّي شاء أو
أبى، برغمه و صغره [8].