/ و أقفل العلاء الناس [2] إلّا من أحبّ المقام، فاختار
ثمامة بن أثال الذي نفّله العلاء خميصة الحطم حين نزل على ماء لبني قيس بن ثعلبة،
فلمّا رأوه عرفوا الخميصة فبعثوا إليه رجلا فسألوه: أ هو الذي قتل الحطم؟ قال: لا،
و لوددت أنّى قتلته. قال: فأنّى لك حلّته؟ قال: نفّلتها. قالوا: و هل ينفّل إلا
القاتل. قال: إنها لم تكن عليه إنّما كانت في رحله. قالوا: كذبت. فقتلوه، و كان
بهجر راهب فأسلم فقيل له: ما دعاك إلى الإسلام فقال: ثلاثة أشياء خشيت أن يمسخني
اللّه بعدها إن أنا لم أفعل: فيض في الرمال، و تمهيد أثباج البحور، و دعاء سمعته
في عسكرهم في الهواء من السّحر. قالوا: و ما هو؟ قال: «اللهمّ إنك أنت الرّحمن الرّحيم، لا إله غيرك، و البديع ليس
قبلك شيء، و الدائم غير الغافل، و الحيّ الذي لا يموت، و خالق ما يرى و ما لا
يرى، و كلّ يوم أنت في شأن، و علمت اللهم كلّ شيء بغير تعليم» [3]. فعلمت أنّ
القوم لم يعاونوا بالملائكة إلّا و هم على أمر اللّه جلّ و عز.
فلقد كان أصحاب رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و سلّم يسمعون هذا من ذلك الهجريّ بعد.
الشعر لعمر بن أبي ربيعة،
و الغناء للغريض، خفيف رمل بالبنصر. و هذا الشعر يقوله في زينب بنت موسى، أخت
قدامة بن موسى الجمحيّ.
عمر بن أبي ربيعة و زينب
بنت موسى
أخبرني حرمي بن أبي العلاء
قال: حدّثنا الزّبير بن بكار قال: حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن
أبي سلمة، قال: حدّثني قدامة بن موسى قال:
خرجت بأختي زينب بنت موسى
إلى العمرة، فلما كنت بسرف [5] لقيني عمر بن أبي ربيعة على فرس فسلّم عليّ، فقلت:
إنّي أراك متوجّها يا أبا الخطاب؟ قال: ذكرت لي امرأة من قومي برزة الجمال [6]،
فأردت الحديث معها. قلت: أ ما علمت أنّها أختي؟ قال: لا و اللّه. و استحيا و ثنى
عنق فرسه راجعا إلى مكة.