responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 173

المسلمين ستّة آلاف، و الراجل ألفين. فلما فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم، و في ذلك يقول عفيف:

أ لم تر أنّ اللّه ذلّل بحره‌

و أنزل بالكفّار إحدى الجلائل‌

دعونا الذي شقّ البحار فجاءنا

بأعجب من شقّ البحار الأوائل [1]

/ و أقفل العلاء الناس [2] إلّا من أحبّ المقام، فاختار ثمامة بن أثال الذي نفّله العلاء خميصة الحطم حين نزل على ماء لبني قيس بن ثعلبة، فلمّا رأوه عرفوا الخميصة فبعثوا إليه رجلا فسألوه: أ هو الذي قتل الحطم؟ قال: لا، و لوددت أنّى قتلته. قال: فأنّى لك حلّته؟ قال: نفّلتها. قالوا: و هل ينفّل إلا القاتل. قال: إنها لم تكن عليه إنّما كانت في رحله. قالوا: كذبت. فقتلوه، و كان بهجر راهب فأسلم فقيل له: ما دعاك إلى الإسلام فقال: ثلاثة أشياء خشيت أن يمسخني اللّه بعدها إن أنا لم أفعل: فيض في الرمال، و تمهيد أثباج البحور، و دعاء سمعته في عسكرهم في الهواء من السّحر. قالوا: و ما هو؟ قال: «اللهمّ إنك أنت الرّحمن الرّحيم، لا إله غيرك، و البديع ليس قبلك شي‌ء، و الدائم غير الغافل، و الحيّ الذي لا يموت، و خالق ما يرى و ما لا يرى، و كلّ يوم أنت في شأن، و علمت اللهم كلّ شي‌ء بغير تعليم» [3]. فعلمت أنّ القوم لم يعاونوا بالملائكة إلّا و هم على أمر اللّه جلّ و عز.

فلقد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسمعون هذا من ذلك الهجريّ بعد.

صوت‌

يا خليليّ من ملام دعاني‌

و ألمّا الغداة بالأظعان‌

لا تلوما في آل زينب إنّ ال

قلب رهن بآل زينب عان [4]

الشعر لعمر بن أبي ربيعة، و الغناء للغريض، خفيف رمل بالبنصر. و هذا الشعر يقوله في زينب بنت موسى، أخت قدامة بن موسى الجمحيّ.

عمر بن أبي ربيعة و زينب بنت موسى‌

أخبرني حرمي بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزّبير بن بكار قال: حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، قال: حدّثني قدامة بن موسى قال:

خرجت بأختي زينب بنت موسى إلى العمرة، فلما كنت بسرف [5] لقيني عمر بن أبي ربيعة على فرس فسلّم عليّ، فقلت: إنّي أراك متوجّها يا أبا الخطاب؟ قال: ذكرت لي امرأة من قومي برزة الجمال [6]، فأردت الحديث معها. قلت: أ ما علمت أنّها أختي؟ قال: لا و اللّه. و استحيا و ثنى عنق فرسه راجعا إلى مكة.


[1] في الطبري «من فلق».

[2] أقفلهم: أرجعهم. و القفول: الرجوع.

[3] في الطبري «تعلم».

[4] العاني: الأسير.

[5] سرف: موضع على ستة اميال من مكة.

[6] برزة الجمال: بارزة المحاسن.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست