responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 160

طمع عمرو في العطاء من غنائم القادسية

قال أبو عبيدة: حدّثنا يونس و أبو الخطاب قالا:

لما كان يوم القادسية أصاب المسلمون أسلحة و تيجانا و مناطق و رقابا [1] فبلغت مالا عظيما، فعزل سعد الخمس ثم فضّ البقية، فأصاب الفارس ستة آلاف، و الراجل ألفان، فبقي مال دثر [2]. فكتب إلى عمر رضي اللّه عنه بما فعل، فكتب إليه أن ردّ على المسلمين الخمس، و أعط من لحق بك ممن لم يشهد الوقعة. ففعل فأجراهم مجرى من شهد، و كتب إلى عمر بذلك، فكتب إليه أن فضّ ما بقي على حملة القرآن. فأتاه عمرو بن معد يكرب فقال: ما معك من كتاب اللّه تعالى؟ فقال: إنّي أسلمت باليمن، ثم غزوت فشغلت عن حفظ القرآن. قال: ما لك في هذا المال نصيب.

شعره و شعر بشر بن ربيعة في حرمانهما من العطاء

قال: و أتاه بشر بن ربيعة الخثعمي، صاحب جبّانة [3] بشر فقال: ما معك من كتاب اللّه؟ قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم. فضحك القوم منه و لم يعطه شيئا، فقال عمرو في ذلك:

إذا قتلنا و لا يبكي لنا أحد

قالت قريش ألا تلك المقادير

نعطى السويّة من طعن له نفذ

و لا سويّة إذ تعطى الدنانير [4]

و قال بشر بن ربيعة:

أنخت بباب القادسيّة ناقتي‌

و سعد بن وقّاص عليّ أمير

و سعد أمير شرّه دون خيره‌

و خير أمير بالعراق جرير

و عند أمير المؤمنين نوافل‌

و عند المثنّى فضّة و حرير

تذكّر هداك اللّه وقع سيوفنا

بباب قديس و المكرّ عسير [5]

عشية ودّ القوم لو أنّ بعضهم‌

يعار جناحي طائر فيطير

إذا ما فرغنا من قراع كتيبة

دلفنا لأخرى كالجبال تسير [6]

ترى القوم فيها و اجمعين كأنّهم‌

جمال بأحمال لهنّ زفير [7]

إجازة عمر لهما على بلائهما في الحرب‌

/ فكتب سعد إلى عمر رضي اللّه تعالى عنه بما قال لهما و ما ردّا عليه، و بالقصيدتين، فكتب أن أعطهما على بلائهما. فأعطى كلّ واحد منهما ألفي درهم.


[1] رقابا، كذا وردت في معظم «الأصول»، و لعلها ضرب من حلى الرقاب. و بدلها في ها «و ذوائب».

[2] مال دثر: كثير.

[3] أي الذي تنسب إليه جبانة بشر. و في «معجم البلدان» «و أهل الكوفة يسمون المقابر جبانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة».

[4] السوية: العدل.

[5] قديس: موضع بناحية القادسية. و في «معجم البلدان» «و المكر ضرير».

[6] دلفنا: تقدمنا.

[7] الوجوم: السكوت على غيظ. س «فيها أجمعين».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست