لما كان يوم القادسية أصاب
المسلمون أسلحة و تيجانا و مناطق و رقابا [1] فبلغت مالا عظيما، فعزل سعد الخمس ثم
فضّ البقية، فأصاب الفارس ستة آلاف، و الراجل ألفان، فبقي مال دثر [2]. فكتب إلى
عمر رضي اللّه عنه بما فعل، فكتب إليه أن ردّ على المسلمين الخمس، و أعط من لحق بك
ممن لم يشهد الوقعة. ففعل فأجراهم مجرى من شهد، و كتب إلى عمر بذلك، فكتب إليه أن
فضّ ما بقي على حملة القرآن. فأتاه عمرو بن معد يكرب فقال: ما معك من كتاب اللّه
تعالى؟ فقال: إنّي أسلمت باليمن، ثم غزوت فشغلت عن حفظ القرآن. قال: ما لك في هذا
المال نصيب.
شعره و شعر بشر بن ربيعة
في حرمانهما من العطاء
قال: و أتاه بشر بن ربيعة
الخثعمي، صاحب جبّانة [3] بشر فقال: ما معك من كتاب اللّه؟ قال: بسم اللّه الرحمن
الرحيم. فضحك القوم منه و لم يعطه شيئا، فقال عمرو في ذلك: