و قد أخبرني الحسين [2] بن
يحيى قال: قال حماد: قرأت على أبي:
/ و
أما قصّة ريحانة فإن عمرو بن معد يكرب تزوّج امرأة من مراد، و ذهب مغيرا قبل أن
يدخل بها، فلما قدم أخبر أنّه قد ظهر بها وضح- و هو داء تحذره العرب- فطلّقها و
تزوّجها رجل آخر من بني مازن بن ربيعة، و بلغ ذلك عمرا و أن الذي قيل فيها باطل،
فأخذ يشبّ بها، فقال قصيدته و هي طويلة:
أ من ريحانة الداعي
السميع
يؤرّقني و أصحابي هجوع
مقتل عبد اللّه بن معد
يكرب
و كان عبد اللّه بن معد
يكرب، أخو عمرو، رئيس بني زبيد، فجلس مع بني مازن في شرب منهم [3]. فتغنّى عنده
حبشيّ عبد للمخزّم، أحد بني مازن، في امرأة من بني زبيد، فلطمه عبد اللّه و قال
له: أ ما كفاك أن تشرب معنا حتى تشبب بالنساء؟ فنادى الحبشيّ: يا آل بني مازن!
فقاموا إلى عبد اللّه فقتلوه، و كان الحبشيّ عبدا للمخزم، فرئّس عمرو مكان أخيه، و
كان عمرو غزا هو و أبيّ المراديّ فأصابوا غنائم، فادّعى أبيّ أنه قد كان مساندا،
فأبى عمرو أن يعطيه شيئا، و كره أبيّ أن يكون بينهما شرّ، لحداثة قتل أبيه، فأمسك
عنه. و بلغ عمرا أنّه توعّده، فقال عمرو في ذلك قصيدة له أوّلها: