responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 147

ينزع يده، حتّى إذا بلغ منه قال: يا ابن أخي، مالك؟/ قال: يدي تحت ساقك! فخلّى عنه، و قال: يا ابن أخي، إنّ في عمك لبقيّة!!.

شهرته بالكذب‌

و كان عمرو مع ما ذكرنا من محلّه مشهورا بالكذب:

أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدّثنا محمد بن يزيد النحوي المبرّد و لم يتجاوزه. و ذكر ابن النطاح هذا الخبر بعينه عن محمد بن سلام، و خبر المبرد أتمّ قال:

/ كانت الأشراف بالكوفة يخرجون إلى ظاهرها يتناشدون الأشعار، و يتحدثون و يتذاكرون أيام الناس، فوقف عمرو إلى جانب خالد بن الصّقعب النهديّ، فأقبل عليه يحدّثه و يقول: أغرت على بني نهد فخرجوا إليّ مسترعفين [1] بخالد بن الصّقعب يقدمهم، فطعنته طعنة فوقع، و ضربته بالصمصامة حتّى فاضت نفسه [2]! فقال له الرجل: يا أبا ثور إنّ مقتولك الذي تحدّثه. فقال: اللهم غفرا إنّما أنت محدّث [3] فاسمع، إنّما نتحدث بمثل هذا و أشباهه لنرهب هذه المعدّيّة.

قال محمد بن سلام: و قال يونس: أبت العرب إلّا أنّ عمرا كان يكذب. قال: و قلت لخلف الأحمر و كان مولى الأشعريين، و كان يتعصّب لليمانية، أ كان عمرو يكذب؟ قال: كان يكذب باللّسان، و يصدق بالفعال.

هو و سعد يتقارضان الثناء

أخبرني إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة [4]:

أنّ سعدا كتب إلى عمر رضي اللّه عنه يثني على عمرو بن معد يكرب، فسأله عمر عن سعد فقال: «هو لنا كالأب أعرابيّ في نمرته [5]، أسد في تامورته [6]، يقسم بالسويّة، و يعدل في القضية، و ينفر في السريّة، و ينقل إلينا حقّنا كما تنقل الذرة» فقال عمر رضوان اللّه عليه: لشدّ ما تقارضتما الثناء [7].

ثناء سعد عليه‌

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا الحارث عن ابن سعد عن الواقدي عن بكير بن مسمار [8] عن زياد مولى سعد قال:

/ سمعت سعدا يقول و بلغه أنّ عمرو بن معد يكرب وقع في الخمر، و أنّه قد دلّه. فقال: لقد كان له موطن‌


[1] الاسترعاف: السق و التقدم.

[2] ج، أ، ها، مب «فاظت نفسه» بالظاء، و هما بمعنى، أي خرجت. و عن بعض اللغويين أنه لا يقال فاظت نفسه، و إنما يقال فاظ، بدون ذكر النفس، فإذا ذكرت النفس قيل فاضت بالضاد.

[3] المحدث: الملهم ما يقول.

[4] الخبر التالي في «الشعر و الشعراء» 333.

[5] النمرة: شملة فيها خطوط بيض و سود، أو بردة من صوف تلبسها الأعراب.

[6] التامورة: عرين الأسد.

[7] ما عدا ط، ها، مط، مب «الشهادة» و ما في ط يطابق «الشعر و الشعراء» و «البيان» (2: 68).

[8] س «يسار» «تحريف». و لبكير بن مسمار ترجمة في «تهذيب التهذيب».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست