responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 117

قال: ثم دخلت عليه فسألني عن البلاد و عن الناس، و عن عيشنا بالحجاز، و عن رجال يهود، و كيف ما بيننا من تلك الحروب. فكلّ ذلك أخبره حتّى انتهى إلى ذكر جبلة، فقال: كيف تجد جبلة، فقد انقطعت إليه و تركتنا؟

فقلت: إنّما جبلة منك و أنت منه. فلم أجر إلى مدح و لا عيب، و جاز ذلك إلى غيره ثم قال: الغداء. فأتى بالغداء و وضع الطعام، فوضع يده فأكل أكلا شديدا، و إذا رجل جبّار، فقال بعد ساعة: ادن فأصب [من هذا] [1]. فدنوت فخطّطت تخطيطا، فأتي بطعام كثير، ثم رفع الطعام و جاء وصفاء كثير عددهم، معهم الأباريق فيها ألوان الأشربة.

و معهم مناديل اللّين [2] فقاموا على رءوسنا، و دعا أصحاب برابط [3]/ من الروم فأجلسهم و شرب فألهوه، و قام الساقي على رأسي فقال: اشرب. فأبيت حتى قال هو: اشرب. فشربت، فلما أخذ فينا الشراب [4] أنشدته شعرا فأعجبه و لذّ به، فأقمت عنده أياما فقال لي حاجبه: إنّ له صديقا هو أخفّ الناس عليه، و هو جاء، فإذا هو جاء جفاك و خلص به و قد ذكر قدومه، فاستأذنه قبل أن يقدم عليه، فإنه قبيح أن يجفوك بعد الإكرام، و الإذن اليوم أحسن. قلت: و من هو؟ قال: نابغة بني ذبيان. فقلت للحارث: إن رأى الملك أن يأذن لي في الانصراف إلى أهلي فعل. قال: قد أذنت لك و أمرت لك بخمسمائة دينار و كسى و حملان [5]. فقبضتها و قدم النابغة و خرجت إلى أهلى.

صوت‌

ألا إنّ ليلى العامريّة أصبحت‌

على النأي منّي ذنب غيري تنقم‌

و ما ذاك من شي‌ء أكون اجترمته‌

إليها فتجزيني به حيث أعلم [6]

و لكنّ إنسانا إذا ملّ صاحبا

و حاول صرما لم يزل يتجرّم [7]

و ما زال بي ما يحدث النأي و الذي‌

أعالج حتّى كدت بالعيش أبرم‌

و ما زال بي الكتمان حتّى كأنني‌

برجع جواب السائلي عنك أعجم‌

لأسلم من قول الوشاة و تسلمي‌

سلمت و هل حيّ من الناس يسلم‌

/ عروضه من الطويل. الشعر لنصيب، و من الناس من يروي الثلاثة الأبيات الأول للمجنون. و الغناء لبديح مولى عبد اللّه بن جعفر رحمهما اللّه.

و في الأبيات الأول منها ثاني ثقيل بالوسطى عن الهشامي و حبش. و ذكره حمّاد بن إسحاق و لم يجنّسه. و فيه لابن سريج هزج خفيف بالبنصر في مجراها عن إسحاق في البيتين الأخيرين. و فيه لمعبد في البيتين الأولين خفيف ثقيل أول بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق.


[1] التكملة من ط، مط.

[2] اللين، و قد ضبط في ط بفتح اللام، كأنه مخفف اللين، و هي قرية من كورة بين النهرين التي بين الموصل و نصيبين.

[3] جمع بربط، و هي آلة ذات أوتار.

[4] ما عدا ط، أ، ها، مط «أخذ بنا الشراب».

[5] الحملان، بالضم: مصدر حمل، و المراد بها الإبل و نحوها.

[6] ما عدا ط، ها، مط «فتخبرني به» تحريف.

[7] تجرم عليه: ادّعى عليه ذنبا لم يفعله.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست