responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 109

قدومه على عمرو بن الحارث و لقاؤه النابغة و علقمة:

قال أبو عمرو: قال حسان بن ثابت: قدمت على عمرو بن الحارث فاعتاص الوصول عليّ إليه، فقلت للحاجب بعد مدّة: إن أذنت لي عليه و إلا هجوت اليمن كلّها ثم انقلبت عنكم. فأذن لي فدخلت عليه فوجدت عنده النابغة و هو جالس عن يمينه، و علقمة بن عبدة و هو جالس عن يساره، فقال لي: يا ابن الفريعة، قد عرفت عيصك [1] و نسبك في غسّان فارجع فإنّي باعث إليك بصلة سنيّة، و لا أحتاج إلى الشعر، فإنّي أخاف عليك هذين السّبعين: النابغة و علقمة، أن يفضحاك، و فضيحتك فضيحتي، و أنت و اللّه لا تحسن أن تقول:

رقاق النّعال طيّب حجزاتهم‌

يحيّون بالريحان يوم السّباسب‌

استنشاد عمرو بن الحارث له و تفضيله عليهما:

فأبيت و قلت: لا بدّ منه. فقال: ذاك إلى عمّيك. فقلت لهما: بحقّ الملك إلّا قدّمتماني عليكما. فقالا: قد فعلنا. فقال عمرو بن الحارث: هات يا ابن الفريعة. فأنشأت:

أ سألت رسم الدّار أم لم تسأل‌

بين الحواني فالبضيع فحومل [2]

/ فقال: فلم يزل عمرو بن الحارث يزحل [3] عن موضعه سرورا حتى شاطر البيت و هو يقول: هذا و أبيك الشّعر، لا ما تعلّلاني به منذ اليوم! هذه و اللّه البتّارة [4] التي قد بترت المدائح، أحسنت يا ابن الفريعة، هات له يا غلام ألف دينار مرجوحة [5] و هي التي في كلّ دينار عشرة دنانير. فأعطيت ذلك ثم قال: لك عليّ في كلّ سنة مثلها.

النابغة يقول الثناء المسجوع في عمرو بن الحارث:

ثم أقبل على النابغة فقال: قم يا زياد فهات الثّناء المسجوع. فقام النابغة فقال:

ألا انعم صباحا أيّها الملك المبارك، السّماء غطاؤك، و الأرض وطاؤك، و والداي فداؤك، و العرب وقاؤك، و العجم حماؤك [6]، و الحكماء جلساؤك، و المداره سمّارك [7]، و المقاول إخوانك [8]، و العقل شعارك، و الحلم دثارك، و السكينة مهادك، و الوقار غشاؤك، و البرّ وسادك، و الصّدق رداؤك، و اليمن حذاؤك [9]، و السّخاء ظهارتك،


[1] العيص، بالكسر: الأصل.

[2] الحواني، هي في «الديوان»: «الجوابي». و في «شرحه»: «أراد جابية الجولان. و الجولان ما بين دمشق إلى الأردن». البضيع، بالتصغير: جبل بالشام أسود. ح «بالنصيع» و في سائر النسخ ما عدا ط «فالبصيع» صوابهما في ط.

[3] يزحل: يتنحى و يتباعد.

[4] أ، ط، ح، ها.، مط «البنانة». و البت و البتر بمعنى.

[5] ط، ها، مط «مرموجة» أ «مرجوجة». و أثبت ما في سائر النسخ. و قد تكون هذه التسمية من قبيل التسمية بالأضداد، كما يقال للديغ سليم.

[6] في «اللسان»: «و يقال حماء لك بالمد، في معنى فداء لك».

[7] المداره: جمع مدره كمنبر، و هو المقدم في «اللسان» و اليد عند الخصومة و القتال.

[8] المقاول: جمع مقول بالكسر، و هو الملك من ملوك حمير دون الملك الأعلى.

[9] اليمن، البركة و خلاف الشؤم. أي تسير البركة تحت قدميه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست