و قال حمّاد بن إسحاق
حدّثني أبي قال: حدّثني أبو عبد اللّه الجمحي عن أبيه قال:
/ بينا
فتية من قريش ببطن محسّر يتذاكرون الأحاديث و يتناشدون الأشعار، إذ أقبل طويس و
عليه قميص قوهيّ و حبرة قد ارتدى بها [2]، و هو يخطر في مشيته، فسلّم ثم جلس، فقال
له القوم: يا أبا عبد المنعم، لو غنّيتنا؟ قال:
نعم و كرامة أغنيكم بشعر
شيخ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه
السلام، و صاحب رايته، أدرك الجاهلية و الإسلام، و كان سيّد قومه و شاعرهم. قالوا:
و من ذاك يا أبا عبد المنعم فدتك أنفسنا؟ قال:
ذلك أبو الطّفيل عامر بن
واثلة، ثمّ اندفع فغنى:
أ يدعونني شيخا و قد
عشت حقبة
و هنّ من الأزواج نحوي نوازع
فطرب القوم و قالوا: ما
سمعنا قطّ غناء أحسن من هذا.
[1]
المرتغب: الراغب، كما في «القاموس». ما عدا ط، ها «بنا في العيش مرتعبا»
تحريف.
[2]
القوهي: ثياب بيض منسوبة إلى قوهستان.
و الحبرة، بالتحريك و كعنبة: ضرب من برود اليمن شمر.