responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 105

شدّة حزنه حين سمع غناء فيه رثاء ولده:

أخبرني الحسن بن علي قال: حدّثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال: حدّثني الزبير بن بكار قال: حدّثني بعض أصحابنا:

أن أبا الطفيل عامر بن واثلة دعي في مأدبة، فغنّت فيها قينة قوله يرثي ابنه:

خلّى طفيل عليّ الهمّ و انشعبا

و هدّ ذلك ركني هدّة عجبا

فبكى حتّى كاد يموت.

و قد أخبرني بهذا الخبر عمي عن طلحة بن عبد اللّه الطلحي، عن أحمد بن إبراهيم: أنّ أبا الطفيل دعي إلى وليمة فغنت قينة عندهم:

خلّى عليّ طفيل الهمّ و انشعبا

و هدّ ذلك ركني هدّة عجبا

و ابني سمية لا أنساهما أبدا

فيمن نسيت و كلّ كان لي وصبا

فجعل ينشج و يقول: هاه هاه طفيل! و يبكي حتّى سقط على وجهه ميتا.

و أخبرني محمد بن مزيد قال: حدّثنا حمّاد عن أبيه بخبر أبي الطفيل هذا، فذكر مثل ما مضى، و زاد في الأبيات:

فاملك عزاءك إن رزء بليت به‌

فلن يردّ بكاء المرء ما ذهبا

و ليس يشفي حزينا من تذكّره‌

إلّا البكاء إذا ما ناح و انتحبا

فإذ سلكت سبيلا كنت سالكها

و لا محالة أن يأتي الذي كتبا

فما لبطنك من ريّ و لا شبع‌

و لا ظللت بباقي العيش مرتغبا [1]

غناء طويس بشعر لأبي الطفيل:

و قال حمّاد بن إسحاق حدّثني أبي قال: حدّثني أبو عبد اللّه الجمحي عن أبيه قال:

/ بينا فتية من قريش ببطن محسّر يتذاكرون الأحاديث و يتناشدون الأشعار، إذ أقبل طويس و عليه قميص قوهيّ و حبرة قد ارتدى بها [2]، و هو يخطر في مشيته، فسلّم ثم جلس، فقال له القوم: يا أبا عبد المنعم، لو غنّيتنا؟ قال:

نعم و كرامة أغنيكم بشعر شيخ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و صاحب رايته، أدرك الجاهلية و الإسلام، و كان سيّد قومه و شاعرهم. قالوا: و من ذاك يا أبا عبد المنعم فدتك أنفسنا؟ قال:

ذلك أبو الطّفيل عامر بن واثلة، ثمّ اندفع فغنى:

أ يدعونني شيخا و قد عشت حقبة

و هنّ من الأزواج نحوي نوازع‌

فطرب القوم و قالوا: ما سمعنا قطّ غناء أحسن من هذا.


[1] المرتغب: الراغب، كما في «القاموس». ما عدا ط، ها «بنا في العيش مرتعبا» تحريف.

[2] القوهي: ثياب بيض منسوبة إلى قوهستان. و الحبرة، بالتحريك و كعنبة: ضرب من برود اليمن شمر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 15  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست