و وجدت هذا
الخبر في رواية أبي عمرو الشيباني أتمّ منه هاهنا و اوضح فذكرته؛ قال:
كان بين بني
السيّد بن مالك، من ضبة، و بين بني عديّ بن عبد مناة ترام على خبراء بالصّمّان [3]
يقال لها ذات الزّجاج، فرمي عمرو بن حشفة أخو بني شييم فمات، و رمت بنو السّيد
رجلا منهم يقال له مدلج بن صخر العدويّ فمكث أياما لم يمت، فمرّ رجل من بني عديّ
يقال له معلّل على بني السيد و هو لا يعلم الخبر، فأخذوه فشدّوه وثاقا فأفلت منهم،
و مشى بينهم عصمة بن أبير [4] التيميّ سفيرا، فقال لسالم بن فلان العدويّ: لو
رهنتهم نسفك فإن مات مدلج كان رجل برجل، و إن لم يمت حملت دية صاحبهم، ففعل ذلك
سالم على أن يكون عند أخثم بن حميريّ أخي بني/ شييم من بني السيد، فكان عنده. ثم
إن بني السيد لما أبطأ عليهم موت مدلج أتوا أخثم لينتزعوا منه سالما و يقتلوه،
فقوّض عليه أخثم بيته ثم قال: يا آل أميّ- و كانت أمّه من بني عبد مناة بن بكر-
فمنعه عبد مناة. ثم إن بني السيد قالوا لأخثم: إلى كم تمنع هذا الرجل؛ أما الدية فو
اللّه لا نقبلها أبدا. فجعل لهم أجلا إن لم يمت مدلج فيه دفع إليهم سالما فقتلوه
به. فلما كان قبل ذلك الأجل بيوم مات مدلج، فقتلوا [5] سالما، فقال في ذلك خالد بن
علقمة أخو بني عبد اللّه بن دارم، و هو ابن الطّيفان: