responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 513

رأيتك لم تمنع طهيّة حكمها

و أعطيت يربوعا و أنفك راغم [1]

و أنت امرؤ لا تقبل النصح طائعا

و لكن متى تقهر فإنك رائم [2]

و وجدت هذا الخبر في رواية أبي عمرو الشيباني أتمّ منه هاهنا و اوضح فذكرته؛ قال:

كان بين بني السيّد بن مالك، من ضبة، و بين بني عديّ بن عبد مناة ترام على خبراء بالصّمّان [3] يقال لها ذات الزّجاج، فرمي عمرو بن حشفة أخو بني شييم فمات، و رمت بنو السّيد رجلا منهم يقال له مدلج بن صخر العدويّ فمكث أياما لم يمت، فمرّ رجل من بني عديّ يقال له معلّل على بني السيد و هو لا يعلم الخبر، فأخذوه فشدّوه وثاقا فأفلت منهم، و مشى بينهم عصمة بن أبير [4] التيميّ سفيرا، فقال لسالم بن فلان العدويّ: لو رهنتهم نسفك فإن مات مدلج كان رجل برجل، و إن لم يمت حملت دية صاحبهم، ففعل ذلك سالم على أن يكون عند أخثم بن حميريّ أخي بني/ شييم من بني السيد، فكان عنده. ثم إن بني السيد لما أبطأ عليهم موت مدلج أتوا أخثم لينتزعوا منه سالما و يقتلوه، فقوّض عليه أخثم بيته ثم قال: يا آل أميّ- و كانت أمّه من بني عبد مناة بن بكر- فمنعه عبد مناة. ثم إن بني السيد قالوا لأخثم: إلى كم تمنع هذا الرجل؛ أما الدية فو اللّه لا نقبلها أبدا. فجعل لهم أجلا إن لم يمت مدلج فيه دفع إليهم سالما فقتلوه به. فلما كان قبل ذلك الأجل بيوم مات مدلج، فقتلوا [5] سالما، فقال في ذلك خالد بن علقمة أخو بني عبد اللّه بن دارم، و هو ابن الطّيفان:

أ سالم ما منّتك نفسك بعد ما

أتيت بني السّيد الغواة الأشائما؟

/ أ سالم قد منتك نفسك أنما

تكون ديات ثم ترجع سالما

كذبت و لكن ثائر متبسّل‌

يلقّيك مصقول الحديدة صارما [6]

أ سالم ما أعطى ابن مامة مثلها

و لا حاتم فيما بلا الناس حاتما

أسالم إن أفلت من شرّ هذه‌

فوائل فرارا إنما كنت حالما

و قد أسلمت تيم عديّا فأربعت‌

و دلّت لأسباب المنيّة سالما [7]

فأجابه سويد بن كراع بالأبيات التي ذكرها ابن سلام، و زاد فيها أبو عمرو:

دعوتم إلى أمر النّواكة دار ما

فقد تركتكم و النواكة دارم‌


[1] طهية، من بني حنظلة، و بنو يربوع بن حنظلة أبناء عمومتهم.

[2] رائم: محب ألف.

[3] الخبراء: منبت الخبر، و هو شجر السدر، و الصمان: جبل في أرض تميم.

[4] كذا في ج، و في باقي الأصول: «وثير»، تصحيف.

[5] في الأصول: «فقتلوا به».

[6] تبسل: عبس غضبا أو شجاعة.

[7] أسلمت: خذلت. أربعت: اطمأنت، من قولهم: أربع القوم إذا أقاموا في المربع. دلت من التدلية، يقال: دلاه في حفرة القبر أي أرسله فيه، و الأسباب: الحبال.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست