responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 500

/

لنا صاحب لا كليل اللسان‌

فيصمت عنا و لا صارم‌

و شرّ الرجال على أهله‌

و أصحابه الحمق العارم‌

و قال فيه:

إذا كان شي‌ء بيننا قيل إنه‌

حديد فخالف جهله و ترفّق‌

شنئت من الأصحاب من لست بارحا

أدامله دمل السقاء المخرّق [1]

كتب إلى الحصين كتابا فتهاون به فقال فيه شعر

و قال المدائنيّ:

ولّى عبيد اللّه بن زياد الحصين بن أبي الحرّ العنبريّ ميسان، فدامت ولايته إياها خمس سنين، فكتب إليه أبو الأسود كتابا يتصدّى فيه لرفده، فتهاون به و لم ينظر فيه، فرجع إليه رسوله فأخبره بفعله، فقال فيه:

ألا أبلغا عنيّ حصينا رسالة

فإنك قد قطّعت أخرى خلالكا

فلو كنت إذ أصبحت للخرج عاملا

بميسان تعطي الناس من غير مالكا [2]

سألتك أو عرّضت بالود بيننا

لقد كان حقّا واجبا بعض ذلكا

و خبّرني من كنت أرسلت أنما

أخذت كتابي معرضا بشمالكا

نظرت إلى عنوانه و نبذته‌

كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا

حسبت كتابي إذ أتاك تعرّضا

لسيبك، لم يذهب رجائي هنالكا

يصيب و ما يدري و يخطي و ما درى‌

و كيف يكون النّوك إلا كذلكا

فبلغت أبيات أبي الأسود حصينا، فغضب و قال: ما ظننت منزلة أبي الأسود بلغت ما يتعاطاه من/ مساءتنا و توعّدنا و توبيخنا، فبلغ ذلك أبا الأسود فقال فيه:

/

أبلغ حصينا إذا جئته‌

نصيحة ذي الرأي للمجتنيها

فلا تك مثل التي استخرجت‌

بأظلافها مدية أو بفيها [3]

فقام إليها بها ذابح‌

و من تدع يوما شعوب يجيها [4]

فظلت بأوصالها قدرها

تحشّ الوليدة أو تشتويها [5]

و إن تأب نصحي و لا تنتهي‌

و لم تر قولي بنصح شبيها


[1] دامله: داراه ليصلح ما بينه و بينه.

[2] الخرج: الخراج.

[3] يشير إلى المثل: «كباحثة عن حتفها بظلفها»، و أصله أن رجلا كان جائعا بالفلاة القفر، فوجد شاة و لم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة الأرض بأظلافها فسقطت على شفرة فذبحها بها.

[4] شعوب: المنية.[7]

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 500
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست