responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 498

يؤذونه و يسبّونه و ينالون من عليّ عليه السلام بحضرته ليغيظوه به، و يرمونه بالليل، فإذا أصبح قال لهم: يا بني قشير، أيّ جوار هذا! فيقولون له: لم نرمك، إنما رماك اللّه لسوء مذهبك و قبح دينك، فقال في ذلك:

يقول الأرذلون بنو قشير

طوال الدهر لا تنسى عليا!

فقلت لهم: و كيف يكون تركي‌

من الأعمال مفروضا عليّا؟

أحب محمدا حبا شديدا

و عباسا و حمزة و الوصيّا [1]

بني عمّ النبي و أقربيه‌

أحبّ الناس كلّهم إليّا

فإن يك حبّهم رشدا أصبه‌

و لست بمخطئ إن كان غيّا

هم أهل النصيحة غير شكّ‌

و أهل مودّتي ما دمت حيا

هوى أعطيته لما استدارت‌

رحى الإسلام لم يعدل سويّا [2]

أحبهم لحبّ اللّه حتّى‌

أجي‌ء إذا بعثت على هويّا [3]

رأيت اللّه خالق كلّ شي‌ء

هداهم و اجتبى منهم نبيّا

و لم يخصص بها أحدا سواهم‌

هنيئا ما اصطفاه لهم مريا

قال: فقالت له بنو قشير: شككت يا أبا الأسود في صاحبك حيث تقول:

فإن يك حبهم رشدا أصبه‌

/ فقال: أ ما سمعتم قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‌ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌. أ فترى اللّه جلّ و عزّ شكّ في نبيه! و قد روي أنّ معاوية قال هذه المقالة، فأجابه بهذا الجواب.

تهكّم معاوية به فأجابه بشعره‌

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو عثمان الأشناندانيّ عن الأخفش عن أبي عمر الجرمي قال:

دخل أبو الأسود الدؤليّ على معاوية، فقال له: لقد أصبحت جميلا يا أبا الأسود، فلو علّقت تميمة تنفى عنك العين! فقال أبو الأسود:

أفنى الشباب الذي فارقت جدّته‌

كرّ الجديدين من آت و منطلق‌

لم يتركا لي في طول اختلافهما

شيئا تخاف عليه لذعة الحدق‌

خبره مع فتى دعاه أن يأكل معه فأتى على طعامه‌

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني الحارث بن محمد قال قال حدّثنا المدائنيّ عن عليّ بن سليمان قال:


[1] الوصي: علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

[2] الطريق السويّ: المستقيم.

[3] على هويا: على هواي، جرى فيه على لغة هذيل؛ يقلبون الف المقصورة ياء و يدغمونها في ياء المتكلم، قال: أبو ذؤيب الهذلي يرثي أولاده:

سبقوا هوىّ و أعنقوا لهواهم‌

فتخرّموا و لكل جنب مصرع‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست