أخبرني حبيب بن
نصر المهلّبي قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا ابن عائشة قال:
كان لأبي
الأسود جار يحسده و تبلغه عنه قوارص، فلما باع أبو الأسود داره في بني الديل، و
انتقل إلى هذيل، قال جار أبي الأسود لبعض جيرانه من هذيل: هل يسقيكم أبو الأسود من
ألبان لقاحه؟ و كانت لا تزال عنده لقحه [1] أو لقحتان، و كان جاره هذا يصيب من
الشراب، فبلغ أبا الأسود قوله، فقال فيه:
أخبرني عبيد
اللّه بن محمد الرازيّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز قال حدّثنا المدائنيّ
قال:
كان لأبي
الأسود صديق من بني قيس بن ثعلبة يقال له حوثرة بن سليم، فاستعمله عبيد اللّه بن
زياد على جيّ [3] و أصبهان، و كان أبو الأسود بفارس، فلما بلغه خبره أتاه فلم يجد
عنده ما يقدّره، و جفاه حوثرة؛ فقال فيه أبو الأسود و فارقه:
ساومه جار له
في شراء لقحة و عابها فأبى عليه و قال في ذلك شعرا
قال المدائني:
و كان لأبي الأسود جار، يقال له وثاق من خزاعة، و كان يحبّ اتّخاذ اللقاح/ و يغالي
بها و يصفها، فأتى أبا الأسود و عنده لقحة غزيرة يقال لها: الصّفوف [5] فقال له:
يا أبا الأسود ما بلقحتك بأس لو لا عيب كذا و كذا، فهل لك في بيعها؟ فقال أبو
الأسود: على ما تذكر فيها من العيب؟ فقال: إني أغتفر ذلك لها لما أرجوه من
غزارتها، فقال له أبو الأسود: بئست الخلّتان فيك، الحرص، و الخداع، أنا لعيب مالي
أشدّ اغتفارا؛ و قال أبو الأسود فيه: