responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 486

أحقّ به من الكلب، فقال الأعرابي: ما رأيت قطّ ألأم منك. قال أبو الأسود: بلى قد رأيت؛ و لكنك قد أنسيت.

خبره مع ابن أبي الحمامة

أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا عيسى بن إسماعيل عن المدائنيّ بهذا الخبر فقال فيه:

كان أبو الأسود جالسا في دهليزه و بين يديه رطب، فجاز به رجل من الأعراب يقال له ابن أبي الحمامة، فسلّم ثم ذكر باقي الخبر، مثل الذي تقدّمه، و زاد عليه فقال: أنا ابن أبي الحمامة. قال: كن ابن أبي طاوسة [1]، و انصرف. قال: أسألك باللّه إلا أطعمتني مما تأكل، قال: فألقى إليه أبو الأسود ثلاث رطبات، فوقعت إحداهنّ في التراب، فأخذها يمسحها بثوبه، فقال له أبو الأسود: دعها فإن الذي تمسحها منه أنظف من الذي تمسحها به، فقال: إنما كرهت أن أدعها للشيطان، فقال له: لا و اللّه و لجبريل و ميكائيل تدعها.

خطب امرأة من عبد القيس فمنعها أهلها و زوجوها ابن عمها فقال أبو الأسود شعرا في ذلك‌

أخبرني محمد بن عمران الضبيّ الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل قال حدّثنا محمد بن معاوية الأسديّ قال ذكر الهيثم بن عديّ عن ابن عياش قال:

/ خطب أبو الأسود الدؤلي امرأة من عبد القيس يقال لها أسماء بنت زياد بن غنيم، فأسرّ أمرها إلى صديق له من الأزد يقال له الهيثم بن زياد، فحدّث به ابن عم لها كان يخطبها- و كان لها مال عند أهلها- فمشى ابن عمها الخاطب لها إلى أهلها الذين مالها عندهم، فأخبرهم خبر أبي الأسود، و سألهم أن يمنعوها من نكاحه، و من مالها الذي في أيديهم، ففعلوا ذلك، و ضارّوها حتى تزوّجت بابن عمها، فقال أبو الأسود الدؤلي في ذلك:

لعمري لقد أفشيت يوما فخانني‌

إلى بعض من لم أخش سرّا ممنّعا

فمزّقه مزق العمى و هو غافل‌

و نادى بما أخفيت منه فأسمعا

فقلت و لم أفحش لعّا لك عاثرا

و قد يعثر الساعي إذا كان مسرعا [2]

و لست بجازيك الملامة إنني‌

أرى العفو أدنى للرشاد و أوسعا

و لكن تعلّم أنه عهد بيننا

فبن غير مذموم و لكن مودّعا [3]

حديثا أضعناه كلانا فلا أرى‌

و أنت نجيّا آخر الدهر أجمعا [4]

و كنت إذا ضيعت سرك لم تجد

سواك له إلا أشتّ و أضيعا

قال: و قال فيه:


[1] كذا في أكثر الأصول، و في ف: «كن ابن أي طائر شئت».

[2] لعا لك: كلمة يدعى بها للعاثر أن ينتعش.

[3] البين: الفراق.

[4] النجيّ: المسار.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست