responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 469

بكر العواذل يبتدرن ملامتي‌

و العاذلون فكلّهم يلحاني [1]

في أن سبقت بشربة مقديّة

صرف مشعشعة بماء شنان [2]

فقال له عبد الملك: شبيب بن البرصاء أكرم منك وصفا لنفسه حيث يقول:

و إني لسهل الوجه يعرف مجلسي‌

إذا أحزن القاذورة المتعبّس [3]

/ يضي‌ء سنا جودي لمن يبتغي القرى‌

و ليل بخيل القوم ظلماء حندس‌

ألين لذي القربى مرارا و تلتوي‌

بأعناق أعدائي حبال تمرّس [4]

كان عبد الملك يتمثل بشعره في بذل النفس عند اللقاء و يعجب به.

قال: و كان عبد الملك يتمثّل بقول شبيب في بذل النفس عند اللقاء و يعجب به:

دعاني حصن للفرار فساءني‌

مواطن أن يثنى عليّ فأشتما

فقلت لحصن نحّ نفسك إنما

يذود الفتى عن حوضه أن يهدّما

/ تأخّرت أستبقى الحياة فلم اجد

لنفسي حياة مثل أن أتقدّما

سيكفيك أطراف الأسنّة فارس‌

إذا ريع نادى بالجواد و بالحمى‌

إذا المرء لم يغش المكاره أوشكت‌

حبال الهوينى بالفتى أن تجذّما [5]

سبب مهاجاته عقيل بن علفة

نسخت من كتاب أبي عبد اللّه اليزيديّ و لم أقرأه عليه، قال خالد بن كلثوم:

كان الذي هاج الهجاء بين شبيب بن البرصاء و عقيل بن علّفة أنه كان لبني نشبة جار من بني سلامان بن سعد، فبلغ عقيلا عنه أنه يطوف في بني مرّة يتحدّث إلى النساء فامتلأ عليه غيظا، فبينا هو يوما جالس و عنده غلمان له و هو يجزّ إبلا له على الماء و يسمها إذ طلع عليه السّلاماني على راحلته، فوثب عليه و هو و غلمانه فضربوه ضربا مبرّحا، و عقر راحلته، و انصرف من عنده بشرّ، فلم يعد إلى ذلك الموضع، و لجّ الهجاء بينهما. و كان عقيل شرسا سيّئ الخلق غيورا.


[1] يلحاني: يلومني.

[2] مقدية: في الأصول «مقذية» و هو تصحيف، و خمر مقدية: نسبه إلى مقد و هي قرية بالأردن. صرف؛ خالصة. مشعشعة: ممزوجة.

الشنان: الماء البارد.

[3] أحزن: صار في الخزن (بالفتح)، و هو ضد السهل، و المراد هنا تشدّد، و القاذورة: السيئ الخلق.

[4] تتمرّس: يشتدّ التواؤها.

[5] تجذم: تقطع.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست