responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 467

هاجى رجلا من غنى فأعانه أرطاة بن سهية عليه‌

قال أبو عمر: هاجى شبيب بن البرصاء رجلا من غنيّ، أو قال من باهلة، فأعانه أرطأة بن سهيّة على شبيب، فقال شبيب:

لعمري لئن كانت سهيّة أوضعت‌

بأرطأة في ركب الخيانة و الغدر [1]

فما كان بالطّرف العتيق فيشترى‌

لفحلته، و لا الجواد إذا يجري [2]

أ تنصر منى مشعرا لست منهم‌

و غيرك أولى بالحياطة و النصر!

و يروي: «و قد كنت أولى بالحياطة» و هو أجود.

استعدى عليه رهط أرطاة عثمان بن حيان لهجائه إياهم فهدّده ابن حيان بقطع لسانه‌

و قال أبو عمرو: استعدى رهط أرطاة بن سهيّة على شبيب بن البرصاء إلى عثمان بن حيّان المرّي و قالوا له:

يعمّنا بالهجاء و يشتم أعراضنا، فأمر بإشخاصة إليه/ فأشخص، و دخل إلى عثمان و قد أتى بثلاثة نفر لصوص قد أفسدوا في الأرض يقال لهم بهدل و مثغور و هيصم، فقتل بهدلا و صلبه، و قطع مثغورا و الهيصم، ثم أقبل على شبيب فقال: كم تسبّ أعراض قومك و تستطيل عليهم! أقسم قسما حقا لئن عاودت هجاءهم لأقطعنّ لسانك، فقال شبيب:

سجنت لساني يا ابن حيّان بعد ما

تولّى شبابي، إنّ عقدك محكم‌

و عيدك أبقى من لساني قذاذة [3]

هيوبا، و صمتا بعد لا يتكلم.

/ رأيتك تحلو لي إذا شئت لامرئ‌

و مرّا مرارا فيه صاب و علقم [4]

و كلّ طريد هالك متحيّر

كما هلك الحيران و الليل مظلم‌

أصبت رجالا بالذنوب فأصبحوا

كما كان مثغور عليك و هيصم‌

خطاطيفك اللاتي تخطّفن بهدلا

فأوفى به الأشراف جذع مقوّم [5]

يداك يدا خير و شرّ فمنهما

تضرّ و للأخرى نوال و أنعم‌

ذهب دعيج بن سيف بابله فخرج في طلبها فرماه دعج فأصاب عينه‌

و قال أبو عمرو: استاق دعيج بن سيف [6] بن جذيمة بن وهب الطائيّ ثم الجرميّ إبل شبيب بن البرصاء فذهب بها، و خرج بنو البرصاء في الطلب، فلما واجهوا بني جرم قال شبيب: اغتنموا بنى جرم، فقال أصحابه: لسنا


[1] أوضعت: أسرعت.

[2] الطرف: الفرس الكريم الأطراف، أي الآباء و الأمهات.

[3] القذاذة من كل شي‌ء: ما قطع منه.

[4] احلولى: حلا. المرار: شجر مرّ.

[5] أشراف الإنسان: أعلاه.

[6] في الأصول: «شبيب» تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست