responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 454

عاتبه عمر بن عبد العزيز في شأن بناته فأجابه‌

أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثني سليمان المدائنيّ قال حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال:

قال عمر بن عبد العزيز لعقيل بن علّفة: إنك تخرج إلى أقاصي البلاد و تدع بناتك في الصحراء لا كالئ لهنّ، و الناس ينسبونك إلى الغيرة، و تأبى أن تزوّجهنّ إلا الأكفاء. قال: إني أستعين عليهنّ بخلّتين تكلانهنّ، و أستغني عن سواهما. قال: و ما هما؟ قال: العري و الجوع.

رماه ابنه عملس فأصاب ركبته، فغضب و خرج إلى الشام، و قال في ذلك شعرا

نسخت من كتاب محمد بن العباس اليزيديّ:

/ قال خالد بن كلثوم: لما رمى عملّس بن عقيل أباه فأصاب ركبته غضب و أقسم ألّا يساكن بنيه، فاحتمل و خرج إلى الشّام، فلما استوى على ناقته المسماة بأطلال بكت ابنته جرباء و حنّت ناقته، فقال:

أ لم تريا أطلال حنّت و شاقها

تفرّقنا يوم الحبيب على ظهر [1]

و أسبل من جرباء دمع كأنّه‌

جمان أضاع السلك أجرته في سطر [2]

لعمرك إني يوم أغذو عملّسا

لكالمتربّي حتفه و هو لا يدري [3]

و إني لأسقيه غبوقي و إنني‌

لغرثان منهوك الذّراعين و النحر [4]

خرج ابنه علفة إلى الشام أيضا و كتب إلى أبيه شعرا

قال: و مضى علّفة أيضا، فافترض [5] بالشام و كتب إلى أبيه:

ألا أبلغا عنّي عقيلا رسالة

فإنك من حرب عليّ كريم‌

أ ما تذكر الأيام إذ أنت واحد

و إذ كلّ ذي قربى إليك ذميم‌

و إذ لا يقيك الناس شيئا تخافه‌

بأنفسهم إلا الذين تضيم‌

تناول شأو الأبعدين و لم يقم‌

لشأوك بين الأقربين أديم‌

فأمّا إذا عضّت بك الحرب عضّة

فإنك معطوف عليك رحيم‌

و أمّا إذا آنست أمنا و رخوة

فإنك للقربى ألدّ ظلوم [6]

فلما سمع عقيل هذه الأبيات رضى عنه، و بعث إليه فقدم عليه.


[1] حبيب: بلد من أعمال حلب بالشام.

[2] الجمان: اللؤلؤ الصغار أو حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ.

[3] ترببه و ترباه: أحسن القيام عليه و وليه.

[4] غرثان: جائع. النحر: الصدر.

[5] افترض الجند: أخذوا عطاياهم.

[6] الألد: الخصم الجدل الذي لا يرجع إلى الحق.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست