responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 452

ثم قال: أنفذ يا علّفة، فقال علّفة:

فأصبحن بالموماة يحملن فتية

نشاوى عن الإدلاج ميل العمائم [1]

إذا علم غادرنه بتنوفة

تذارعن بالأيدي لآخر طاسم [2]

/ ثم قال: أنفذي يا جرباء، فقالت: و أنا آمنة؟ قال نعم. فقالت:

كأنّ الكرى سقّاهم ضرخديّة

عقارا تمشّى في المطا و القوائم [3]

فقال عقيل: شربتها و ربّ الكعبة! لو لا الأمان لضربت بالسيف تحت قرطك، أ ما وجدت من الكلام غير هذا! فقال جثّامة: و هل أساءت! إنما أجازت. و ليس غيري و غيرك. فرماه عقيل بسهم فأصاب ساقه و أنفذ السهم ساقه و الرّحل، ثم شدّ على الجرباء فعقر ناقتها ثم حملها على ناقة جثّامة و تركه عقيرا مع ناقة الجرباء. ثم قال: لو لا أن تسبّني بنو مرّة ما ذقت الحياة. ثم خرج متوجّها إلى أهله و قال: لئن أخبرت أهلك بشأن جثّامة، أو قلت لهم إنه أصابه غير الطاعون لأقتلنك. فلما قدموا على أهل أبير (و هم بنو القين) ندم عقيل على فعله بجثّامة، فقال لهم: هل لكم في جزور انكسرت؟ قالوا: نعم. قال: فالزموا أثر هذه الراحلة حتى تجدوا الجزور، فخرج القوم حتّى انتهوا إلى جثّامة فوجدوه قد أنزفه الدم، فاحتملوه و تقسّموا الجزور، و أنزلوه عليهم، و عالجوه حتى برأ، و ألحقوه بقومه.

و نسخت هذا الخبر من كتاب أبي عبد اللّه اليزيديّ بخطه و لم أجده ذكر سماعه إياه من أحد قال:

قرئ على عليّ بن محمد المدائني عن الطّرمّاح بن خليل بن أبرد، فذكر مثل ما ذكره الزبير منه و زاد فيه: أن القوم احتملوا جثّامة ليلحقوه بقومه؛ حتى إذا كانوا قريبا منهم تغنى جثّامة:

أ يعذر لاهينا [4] و يلحين في الصّبا

و ما هنّ و الفتيان إلا شقائق‌

/ فقال له القوم: إنما أفلتّ من الجراحة التي جرحك أبوك آنفا، و قد عاودت ما يكرهه، فأمسك عن هذا و نحوه إذا لقيته لا يلحقك منه شرّ و عرّ [5]. فقال: إنّما هي خطرة خطرت، و الراكب إذا سار تغنّى.

أصابه القولنج في المدينة فنعتت له الحقنة فأبى فقال ابنه شعرا في ذلك‌

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني أحمد بن سعيد الدّمشقيّ قال حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم الجمحيّ قال:


[1] الموماة: المفازة الواسعة. نشاوى: سكارى. الإدلاج: السير من أوّل الليل.

[2] العلم: شي‌ء ينصب في الفلوات تهتدي به الضالة. التنوفة: المفازة. تذارعن: سرن، و أصله أن يذرع البعير بيديه في سيره ذرعا؛ إذا سار على قدر سعة خطوه. رسم طاسم: دارس.

[3] الصرخدية: نسبة إلى صرخد: بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق. العقار: الخمر المطا: الظهر.

[4] في الأصول: «لاحينا» و هو تحريف، صوابه من «الأمالي» لأبي علي القالي في حديث رجل كان قد عضل بناته (2، 105)، و روايته فيه:

أ يزجر لاهينا و نلحي على الصبا

و ما نحن و الفتيان إلا شقائق‌

[5] عرّة بمكروه: أصابه به و ساءه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست