responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 446

/ قال: فأمر له عبد اللّه بن الحسن و حسن و إبراهيم بمائة و خمسين دينارا و أوقروا [1] له رواحله برّا و تمرا، و كسوه ثوبين ثوبين.

فرض له عبد الملك بن يزيد السعدي عطاء في الجند و ندبه لحرب أبي حمزة فقال في ذلك رجزا.

أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعيّ قال حدّثنا عمر بن شنّة قال حدّثني أبو غسان و المدائنيّ جميعا:

أن عبد الملك بن يزيد بن محمد بن عطية السعديّ كان قد ندب لقتال أبي حمزة الأزدي الشاري لما جاء إلى المدينة فغلب عليها، قال: و بعث إليه مروان بن محمد بمال، ففرّقه فيمن خف معه من قومه، فكان فيمن فرض [2] [له‌] منهم أبو وجزة و ابناه، فخرج معترضا للعسكر على فرس، و هو يرتجز و يقول:

قل لأبي حمزة هيد هيد

جئناك بالعادية الصّنديد [3]

بالبطل القرم أبي الوليد

فارس قيس نجدها المعدود [4]

في خيل قيس و الكماة الصّيد [5]

كالسيف قد سلّ من الغمود

محض هجان ماجد الجدود

في الفرع من قيس و في العمود [6]

فدى لعبد الملك الحميد

ما لي من الطارف و التليد

/ يوم تنادى الخيل بالصعيد

كأنه في جنن [7] الحديد

سيد مدلّ عزّ كلّ سيد [8]

/ قال: و سار ابن عطية في قومه، و لحقت به جيوش أهل الشام، فلقي أبا حمزة في اثنى عشر ألفا، فقاتله يوما إلى الليل حتى أصاب صناديد عسكره، فنادوه. يا بن عطية، إن اللّه جل و عز قد جعل الليل سكنا، فاسكنوا حتى نسكن، فأبى و قاتلهم حتى قتلهم جميعا.

كان منقطعا لابن عطية مداحا له‌

قال: و كان أبو وجزة منقطعا إلى ابن عطية، يقوم بقوت عياله و كسوته و يعطيه و يفضل عليه، و كان أبو وجزة مداحا له، و فيه يقول:

حنّ الفؤاد إلى سعدى و لم تثب‌

فيم الكثير من التّحنان و الطرب‌


[1] أوقر الدابة: حملها وقرا (بالكسر)؛ و هو الحمل الثقيل.

[2] فرض له في العطاء: جعل له فريضة و نصيبا.

[3] هيد هيد؛ كتب فوق هاتين الكلمتين في ط: «النجا، النجا»، و هو تفسير لهما، و أصله في زجر الإبل. و «جئناك» في ج، و هامش ط، و في سائر الأصول: «أتاك» و التاء في «العادية» للمبالغة.

[4] القرم: السيد المعظم. النجد: الشجاع الشديد البأس الماضي فيما يعجز عنه غيره.

[5] الصيد: جمع أصيد و هو الذي يرفع رأسه كبرا.

[6] محض: خالص. رجل هجان: كريم الحسب نقيه. فرع كل شي‌ء: أعلاه.

[7] جنن جمع جنة، و هي كل ما وقى.

[8] السيد: الأسد. عز: فاق و غلب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست