responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 442

خرج أبو وجزة السعديّ و أبو زيد الأسلميّ يريدان المدينة، و قد امتدح أبو وجزة آل الزبير، و امتدح أبو زيد إبراهيم بن هشام المخزوميّ، فقال له أبو وجزة: هل لك في أن أشاركك فيما أصيب من آل الزبير، و تشاركني فيما تصيب من إبراهيم؟ فقال: كلا و اللّه، لرجائي في الأمير أعظم من رجائك في آل زبير. فقدما المدينة، فأتى أبو زيد دار إبراهيم، فدخلها و أنشد الشعر و صاح و جلب، فقال إبراهيم لبعض أصحابه: أخرج إلى هذا الأعرابي الجلف فاضربه و أخرجه، فأخرج و ضرب. و أتى أبو وجزة أصحابه فمدحهم و أنشدهم، فكتبوا له إلى مال لهم بالفرع [1] أن يعطي منه ستين وسقا [2] من التمر، فقال أبو وجزة يمدحهم:

راحت قلوصي رواحا و هي حامدة

آل الزبير و لم تعدل بهم أحدا

راحت بستّين وسقا في حقيبتها

ما حمّلت حملها الأدنى و لا السّددا [3]

ذاك القرى لا كأقوام عهدتهم‌

يقرون ضيفهم الملويّة الجددا

يعني السياط.

/ قال أبو الفرج الأصفهاني: قول أبي وجزة:

راحت بستّين وسقا في حقيبتها

أنها حملت ستّين وسقا و لا تحمل ناقة ذلك و لا تطيقه و لا نصفه، و إنما عنى أنه انصرف عنهم و قد كتبوا له بستين وسقا فركب ناقته و الكتاب معه بذلك قد حملته في حقيبتها، فكأنّها [4] حاملة بالكتاب ستّين وسقا، لا أنها أطاقت حمل ذلك. و هذا البيت معنى يسأل عنه.

و قال يعقوب بن السكيت فيما حكيناه من روايته التي ذكرها الأخفش لنا عن السكري في شعر أبي وجزة و أخباره:

أحسن عمرو بن زيادة جواره فمدحه‌

كان أبو وجزة/ قد جاور مزينة، و انتجع بلادهم لصهره فيهم، فنزل على عمرو بن زياد بن سهيل بن مكدّم بن عقيل بن وهب بن عمرو بن مرّة بن مازن بن عوف بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان، فأحسن عمرو جواره و أكرم مثواه، فقال أبو وجزة يمدحه:

لمن دمنة بالنّعف عاف صعيدها

تغيّر باقيها و محّ جديدها [5]

لسعدة من عام الهزيمة إذ بنا

تصاف و إذ لمّا يرعنا صدودها

و إذ هي أمّا نفسها فأربيه [6]

للهو، و أما عن صبا فتذودها


[1] الفرع: قرية من نواحي الربذة بينها و بين المدينة أربع ليال على طريق مكة. و في ف: «العرج»، و هي قرية من عمل الفرع.

[2] الوسق: حمل بعير.

[3] السدد: الوفق.

[4] كذا في ف، و في سائر الأصول: «فكانت».

[5] النعف: موضع، و أصله: ما انحدر من حزونة الجبل و ارتفع عن منحدر الوادي. عاف: دارس ممحو. محّ: بلى.

[6] كذا في جميع الأصول ما عدا ج ففيها «فأبية».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست