responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 440

من بعض، و أنا معروف النسب، و قد كان رجل من بني سعد ابتاعني، فأساء إليّ و ضرب وجهي، و قد بلغني أنه لا سباء في الإسلام،/ و لا رقّ على عربيّ في الإسلام. فما فرغ من كلامه حتّى أتى مولاه عمر بن الخطاب رضى اللّه تعالى عنه على أثره، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا غلام ابتعته بذي المجاز، و قد كان يقوم في مالي، فأساء فضربته ضربة و اللّه ما أعلمني ضربته غيرها قطّ، و إن الرجل ليضرب ابنه أشدّ منها فكيف بعبده، و أنا أشهدك أنه حرّ لوجه اللّه تعالى، فقال عمر لعبيد: قد امتن عليك هذا الرجل، و قطع عنك مؤنه البيّنة، فإن أحببت فأقم معه، فله عليك منّة، و إن أحببت فالحق بقومك، فأقام مع السعديّ و انتسب إلى بني سعد بن بكر بن هوازن، و تزوّج زينب بنت عرفطة المزنيّة، فولدت له أبا وجزة و أخاه، و قال يعقوب: «و أخاه عبيدا» و ذكر أن أباهما كان يقال له أو عبيد، و وافق من ذكرت روايته في سائر الخبر، فلما بلغ ابناه طالباه بأن يلحق بأصله و ينتمي إلى قومه من بني سليم، فقال: لا أفعل و لا ألحق بهم فيعيّروني كلّ يوم و يدفعوني، و أترك قوما يكرموني و يشرّفوني، فو اللّه لئن ذهبت إلى بني ظفر لا أرعى طمّة [1]، و لا أرد جمّة، إلا قالوا لي: يا عبد بني سعد قال: و طمّة: جبل لهم. فقال أبو وجزة في ذلك:

/

أنمى فأعقل في ضبيس معقلا

ضخما مناكبه تميم الهادي [2]

و العقد في ملّان غير مزلّج [3]

بقوى متينات الحبال شداد

كان من التابعين و روى عن جماعة من أصحاب رسول اللّه‌

و كان أبو وجزة من التابعين، و قد روى عن جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و رأى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، و لم يسند إليه حديثا، و لكنه حدّث عن أبيه عنه بحديث الاستسقاء، و نقل عنه جماعة من الرواة.

أخبرني محمد بن خلف وكيع و عمي قالا حدّثنا عبد اللّه بن شبيب قال حدّثني إبراهيم بن حمزة قال حدّثني موسى بن شيبة قال:

سمعت أبا وجزة السعديّ يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ليس شعر حسان بن ثابت و لا كعب بن مالك و لا عبد اللّه ابن رواحة شعرا، و لكنه حكمة».

فأما خبر الاستسقاء الذي رواه عن أبيه عن عمر فإن الحسن بن عليّ أخبرنا به قال حدّثنا محمد بن القاسم قال حدّثني عبد اللّه بن عمرو عن علي بن الصبّاح عن هشام بن محمد عن أبيه عن أبي وجزة السعديّ عن أبيه قال:

شهدت عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و قد خرج بالناس ليستسقي عام الرّمادة؛ فقام و قام الناس خلفه، فجعل يستغفر اللّه رافعا صوته لا يزيد على ذلك؛ فقلت في نفسي: ما له لا يأخذ فيما جاء له؛ و لم أعلم أنّ الاستغفار هو الاستسقاء فما برحنا حتى نشأت [4] سحابة و أظلّتنا، فسقي الناس، و قلدتنا [5] السماء قلدا، كل خمس‌


[1] كذا ضبط في ط، و في: «معجم ما استعجم»: «طمية»، بضم الطاء و فتح الميم.

[2] نماه ينميه: نسبه، و عقل: لجأ إلى معقل، و الهادي: العنق، و التميم: التام و الشديد.

[3] المزلج: كل ما لم تبالغ فيه و لم تحكمه.

[4] نشأ السحاب: ارتفع و بدا، و ذلك في أول ما يبدأ.

[5] قلدتنا: مطرتنا، و القلد (بالكسر): الحظ من الماء، و (بالفتح) المصدر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست