responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 426

تخال فيه إذا حاورته [1] بلها

من جوده و هو وافي العقل و الورع‌

و هذا الشعر يروي لابن قيس الرّقيّات.

وفائه عام الجحاف‌

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء و الطوسيّ قالا حدّثنا الزبير قال حدّثني مصعب بن عثمان قال:

لما ولي عبد الملك الخلافة جفا عبد اللّه بن جعفر، فراح يوما إلى الجمعة و هو يقول: اللهمّ إنك عوّدتني عادة جريت عليها، فإن كان ذلك قد انقضى فاقبضني إليك، فتوفّي في الجمعة الأخرى. قال يحيى: توفّي عبد اللّه و هو ابن سبعين سنة في سنة ثمانين و هو عام الجحاف لسيل كان بمكّة جحف الحاجّ فذهب بالإبل عليها الحمولة، و كان الوالي على المدينة يومئذ أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك بن مروان،/ و هو الذي صلّى عليه.

وقف عمرو بن عثمان على قبره و رثاه‌

حدّثني أحمد بن محمد قال أخبرنا يحيى قال حدّثنا الحسين بن محمد قال أخبرني محمد بن مكرم قال أخبرني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال أخبرني الأصمعي عن الجعفريّ قال:

لمّا مات عبد اللّه بن جعفر شهده أهل المدينة كلّهم، و إنما كان عبد اللّه بن جعفر مأوى المساكين و ملجأ الضعفاء، فما تنظر إلى ذي حجّا إلّا رأيته مستعبرا قد أظهر الهلع و الجزع، فلما فرغوا من دفنه قام عمرو بن عثمان فوقف على شفير القبر فقال: رحمك اللّه يا ابن جعفر! إن كنت لرحمك لواصلا، و لأهل الشر لمبغضا، و لأهل الرّيبة لقاليا، و لقد كنت فيما بيني و بينك كما قال الأعشى:

رعيت الذي كان بيني و بينكم‌

من الودّ حتى غيّبتك المقابر

فرحمك اللّه! يوم ولدت و يوم كنت رجلا و يوم متّ و يوم تبعث حيّا؛ و اللّه لئن كانت هاشم أصيبت بك لقد عمّ قريشا كلّها هلكك، فما أظنّ أن يرى بعدك مثلك.

و وقف عمرو بن سعيد على قبره و رثاه‌

فقام عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق فقال: لا إله إلا اللّه الذي يرث الأرض و من عليها و إليه ترجعون، ما كان أحلى العيش بك يا ابن جعفر! و ما أسمج ما أصبح بعدك! و اللّه لو كانت عيني دامعة على أحد لدمعت عليك، كان و اللّه حديثك غير مشوب بكذب، و ودّك غير ممزوج بكدر.

نازع أحد ولد المغيرة عمرو بن سعيد على مدحه له فذمه و أسكته‌

فوثب ابن للمغيرة بن نوفل- و لم يثبت الأصمعيّ اسمه- فقال: يا عمرو، بمن تعرّض بمزج الودّ و شوب الحديث؟ أ فبابني فاطمة؟ فهما و اللّه خير منك و منه، فقال: على رسلك يا لكع [2]! أردت أن أدخلك معهم؟ هيهات لست هناك، و اللّه لو متّ أنت و مات أبوك ما مدحت و لا ذممت، فتكلم بما شئت فلن تجد لك مجيبا؛


[1] في ف: «حاولته».

[2] اللكع: اللئيم و الأحمق.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست