responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 337

فافخر فما لك في شيبان من مثل‌

كذاك ما لبني شيبان من مثل‌

و قال محمد بن يزيد: يعني بقوله:

تراه في الأمن في درع مضاعفة

كان معن يقدمه على بنيه فعاتبته امرأته فأراها حالهم و حاله‌

خبر يزيد بن مزيد. و ذاك أنّ امرأة معن بن زائدة عاتبت معنا في يزيد و قالت: إنك لتقدّمه و تؤخّر بنيك، و تشيد بذكره و تحمل ذكرهم، و لو نبّهتهم لانتبهوا، و لو رفعتهم لارتفعوا. فقال معن: إن يزيد قريب لم [1] تبعد رحمه، و له عليّ حكم الولد إذ كنت عمّه. و بعد فإنّهم ألوط [2] بقلبي و أدنى من نفسي على ما توجبه واجبة الولادة للأبوّة من تقديمهم [3]، و لكنّي لا أجد عندهم ما أجده عنده. و لو كان ما يضطلع به يزيد في بعيد لصار قريبا، و في عدوّ لصار حبيبا. و سأريك في ليلتي هذه ما ينفسح به/ اللّوم عني و يتبيّن به عذري. يا غلام اذهب فادع جسّاسا و زائدة و عبد اللّه و فلانا و فلانا، حتى أتى على أسماء ولده؛ فلم يلبث أن جاءوا في الغلائل المطيّبة و النّعال السّندية، و ذلك بعد هدأة من اللّيل، فسلّموا و جلسوا. ثم قال: يا غلام ادع لي يزيد و قد أسبل سترا بينه و بين المرأة، و إذا به قد دخل عجلا و عليه السّلاح كلّه، فوضع رمحه بباب المجلس ثم أتى يحضر [4]. فلمّا رآه معن قال: ما هذه الهيئة أبا الزّبير؟- و كان يزيد يكنى أبا الزّبير و أبا خالد- فقال: جاءني رسول الأمير فسبق إلى نفسي أنه يريدني لوجه، فقلت: إن كان مضيت و لم أعرّج، و إن يكن الأمر على خلاف ذلك فنزع هذه الآلة أيسر الخطب. فقال لهم:

انصرفوا في حفظ اللّه. فقالت المرأة: قد تبيّن عذرك. فأنشد معن متمثّلا:

نفس عصام سوّدت عصاما

و عوّدته الكرّ و الإقداما

و صيّرته ملكا [5] هماما

من شعر أخته في رثائه‌

و أخبرني محمد بن الحسن الكندي قال حدثنا الرّياشيّ قال: أنشدني الأصمعي لأخت الوليد بن طريف ترثيه:

ذكرت الوليد و أيّامه‌

إذ الأرض من شخصه بلقع‌

فأقبلت أطلبه في السّماء

كما يبتغي أنفه الأجدع‌

أضاعك قومك فليطلبوا

إفادة مثل الذي ضيّعوا

لو أنّ السّيوف التي حدّها

يصيبك تعلم ما تصنع‌

نبت عنك أو جعلت هيبة

و خوفا لصولك لا تقطع‌


() لأنك تصونه بالعطاء لكل من سألك، فلا تجعل لأحد سبيلا إلى عرضك.

[1] في ط: «و لم تبعد».

[2] ألوط بقلبي: ألصق به؛ يقال: لاط الشي‌ء بقلبي يلوط و يليط لوطا و ليطا، إذا حبب إليه و لزق به؛ فهو ألوط به و أليط به.

[3] في ف: «على قدر ما توجبه واجبة الأبوة».

[4] يحضر: يعدو و يسرع.

[5] في ف: «بطلا».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست