responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 335

و لا الذّخر إلّا كلّ جرداء صلدم‌

و كلّ رقيق الشّفرتين خفيف [1]

فلمّا انصرف يزيد بالظّفر حجب برأي البرامكة، و أظهر الرشيد السخط عليه. فقال: و حقّ أمير المؤمنين لأصفّينّ و أشتونّ على فرسي أو أدخل. فارتفع الخبر بذلك فأذن له فدخل. فلمّا رآه أمير المؤمنين ضحك و سرّ و أقبل يصيح: مرحبا بالأعرابيّ! حتى دخل و أجلس و أكرم و عرف بلاؤه و نقاء صدره.

من قصيدة مسلم بن الوليد في يزيد بن مزيد

و مدحه الشعراء بذلك. فكان أحسنهم مدحا مسلم بن الوليد؛ فقال فيه قصيدته التي أولها:

أجررت حبل خليع في الصّبا غزل‌

و شمّرت همم العذّال في عذلي [2]

/ هاج البكاء على العين الطّموح هوى‌

مفرّق بين توديع و محتمل [3]

كيف السّلوّ لقلب بات مختبلا

يهذي بصاحب قلب غير مختبل [4]

و فيها يقول:

يفترّ عند افترار الحرب مبتسما

إذا تغيّر وجه الفارس البطل [5]

موف على مهج في يوم ذي رهج [6]

كأنّه أجل يسعى إلى أمل‌

ينال بالرّفق ما يعيا الرّجال به‌

كالموت مستعجلا يأتي على مهل‌

لا يرحل النّاس إلّا نحو حجرته [7]

كالبيت يفضي إليه ملتقى السّبل‌

يقري المنيّة أرواح العداة كما

يقري الضّيوف شحوم الكوم و البزل [8]


[1] الصلدم من الخيل: الشديدة الحافر. و رقيق الشفرتين: السيف.

[2] كذا في ف. و في «ديوان مسلم بن الوليد»: «في العذل». و في سائر الأصول: «عن عذلي» تحريف. تقول العرب: أجررت فلانا رسنه إذا مهلت له في إرادته. و أصله أن تمهل للدابة في الرعي جارة رسنها. فيقول: أجررت حبل خليع في الصبا، أي حبل من خلع عذاره في الصبا. و غزل: ذي غزل و مجانة. و قوله «و شمرت ...» أي حين رأوني قد صبوت. و الخليع أيضا: من يخلعه قومه لشرّه. فإن ذهب أحد إلى هذا فمعناه رجل قد تبرأ منه قومه. (عن «شرح ديوان مسلم» ببعض تصرف).

[3] في ف: «و مرتحل». و الطموح: المرتفعة في النظر إلى الأحبة و هم سائرون. فيقول: هاج البكاء على العين هوى مفرق بين توديع و محتمل، أي مقسم، بعضه في توديع الأحبة و بعضه في احتمالهم. (عن «شرح ديوان مسلم»).

[4] في ف و «ديوان مسلم»: «راح مختبلا». و مختبل: مخبول العقل فاسده. و الهذيان: الكلام الذي يفضي بصاحبه إلى ما لا يفهم عنه.

و إنما يكون ذلك عن علة تفضي بصاحبها إلى الهذيان فيتكلم بما يأتيه دون أن يعرف ما يقول.

[5] افتر فلان ضاحكا: أبدى أسنانه عند الضحك. و افترار الحرب: تكشيرها عن أنيابها، و هذا كناية عن شدتها. يقول: يبتسم من قلة مبالاته بالحرب إذا تغير وجه الفارس البطل من هول الحرب و شدتها.

[6] في «ديوان مسلم»: «و اليوم ذو رهج». و الرهج الغبار. يقول: يوفي على المهج بالقتل في يوم قد ثار نقعه من شدة القتال؛ فهو يعمل عمل الأجل في الأمل.

[7] كذا في ف و الديوان. و في سائر الأصول: «... حول حجرته» يقول: لا يرحل الناس لطلب عطاء إلا نحو بيته، كالبيت (يعني بيت اللّه الحرام مكة) يفضي إليه ملتقى السبل، أي عنده ملتقى الطرق كلها.

[8] ف: «الكماة» بدل «العداة». و الكوم من النوق: العظام الأسمنة، واحدتها كوماء. و البزل: جمع: بزول و هو ما بلغ من الإبل تسع سنين.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست