responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 282

فلمّا ألحّت في الملامة و اعترت [1]

بذلك غيظي و اعتراها التّبلّد

عرضت عليها خصلتين سماحتي‌

و تطليقها و الكفّ عنّي أرشد] [2]

فلجّت و قالت أنت غاو مبذّر

قرينك شيطان مريد [3] مفنّد

فقلت لها بيني فما فيك رغبة

و لي عنك في النّسوان ظلّ و مقعد

و عيش أنيق و النّساء معادن‌

فمنهنّ غلّ شرّها يتمرّد [4]

لها كلّ يوم فوق رأسي عارض‌

من الشّرّ برّاق يد الدهر يرعد

و أخرى يلذّ العيش منها، ضجيعها

كريم يغاديه من الطير أسعد

فيا رجلا حرّا خذ القصد و اترك ال

بلايا فإنّ الموت للنّاس موعد

فعش ناعما و اترك مقالة عاذل‌

يلومك في بذل النّدى و يفنّد

وجد باللّها [5] إنّ السماحة و النّدى‌

هي الغاية القصوى و فيها التّمجّد

و حسب الفتى مجدا سماحة كفّه‌

و ذو المجد محمود الفعال محسّد

طلق امرأته لعذله إياه فلامه حنظلة بن الأشهب فقال شعرا

قال فقالت له امرأته: و اللّه ما وفّقك اللّه لحظّك! أنهبت مالك و بذرته و أعطيته هيّان [6] بن بيّان و من لا تدري من أيّ [7] هافية هو! قال: فغضب فطلّقها، و كان لها محبّا و بها معجبا. فعنّفه فيها ابن عمّ لها يقال له حنظلة بن الأشهب بن رميلة [8]، و قال له: نصحتك فكافأتها بالطّلاق! فو اللّه ما وفّقت لرشدك، و لا نلت حظّك، و لقد خاب سعيك بعدها عند ذوي الألباب. فهلّا مضيت لطيّتك [9]، و جريت على ميدانك، و لم تلتفت الى امرأة من أهل الجهالة و الطّيش لم تخلق للمشورة و لا مثل رأيها يقتدى به! فقال ابن الحشرج لحنظلة:

أ حنظل دع عنك الّذي نال ماله‌

ليحمده الأقوام في كلّ محفل‌

فكم من فقير بائس قد جبرته‌

و من عائل [10] أغنيت بعد التّعيّل‌


[1] كذا في الأصول. و لعلها: «امترت» أي أثارت غيظي و استخرجته.

[2] التكملة من ف.

[3] المريد: الخبيث المتمرّد الشرير. و مفند: مضعف الرأي.

[4] يتمرّد هنا: يتجاوز الحد.

[5] اللها: العطايا، واحدتها لهوة (بالضم و الفتح).

[6] هيان بن بيان: يقال لمن لا يعرف هو و لا يعرف أبوه.

[7] كذا في ط، م. يقال هفت هافية من الناس أي طرأت. و في سائر الأصول: محرفة بين «و ما تدري أيها فئة» و «ما تدري أيتها فئة».

[8] في ط، م: «ثرملة». و قد سموا «ثرملة». و لعل الأشهب بن رميلة أبا حنظلة هذا هو الأشهب بن ثور بن أبي حارثة الشاعر الشجاع الذي وردت ترجمته في الجزء التاسع (ص 219 من هذه الطبعة) و رميلة أمه.

[9] مضى لطيته أي لقصده و نيته التي انتواها.

[10] العائل هنا: الفقير.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 12  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست