طلق امرأته
لعذله إياه فلامه حنظلة بن الأشهب فقال شعرا
قال فقالت له امرأته:
و اللّه ما وفّقك اللّه لحظّك! أنهبت مالك و بذرته و أعطيته هيّان [6] بن بيّان و
من لا تدري من أيّ [7] هافية هو! قال: فغضب فطلّقها، و كان لها محبّا و بها معجبا.
فعنّفه فيها ابن عمّ لها يقال له حنظلة بن الأشهب بن رميلة [8]، و قال له: نصحتك
فكافأتها بالطّلاق! فو اللّه ما وفّقت لرشدك، و لا نلت حظّك، و لقد خاب سعيك بعدها
عند ذوي الألباب. فهلّا مضيت لطيّتك [9]، و جريت على ميدانك، و لم تلتفت الى امرأة
من أهل الجهالة و الطّيش لم تخلق للمشورة و لا مثل رأيها يقتدى به! فقال ابن
الحشرج لحنظلة:
[6] هيان بن
بيان: يقال لمن لا يعرف هو و لا يعرف أبوه.
[7] كذا في
ط، م. يقال هفت هافية من الناس أي طرأت. و في سائر الأصول: محرفة بين «و ما تدري
أيها فئة» و «ما تدري أيتها فئة».
[8] في ط، م:
«ثرملة». و قد سموا «ثرملة». و لعل الأشهب بن رميلة أبا حنظلة هذا هو الأشهب بن
ثور بن أبي حارثة الشاعر الشجاع الذي وردت ترجمته في الجزء التاسع (ص 219 من هذه
الطبعة) و رميلة أمه.