/ فقال يزيد: عليّ بالرجل، فأتي به. فقال: ما
خطبك؟ أنت تقول هذا الشعر؟ قال: لا! بل قاله رجل من جذام جفاه ابن جفنة، و كان له
عند النّعمان منزلة، فشرب فقال [7] على شرابه شيئا أنكره عليه ابن جفنة فحبسه، و
هو مخرجه غدا فقاتله. فقال [له] [8] يزيد: أنا أغنيك [9]. فقال له: و من أنت حتى
أعرفك [10]؟ فقال: أنا يزيد بن عبد المدان. فقال: أنت لها و أبيك؟ قال: أجل! قد
كفيتك أمر صاحبك [11]، فلا يسمعنّك أحد تنشد هذا الشعر.
و غدا يزيد على
ابن جفنة ليودّعه؛ فقال له: حيّاك اللّه يا ابن الديّان! حاجتك. قال: تلحق قضاعة
الشأم [بغسّان] [12]، و تؤثر من أتاك من وفود مذحج، و تهب لي الجذاميّ الذي لا
شفيع له إلّا كرمك. قال: قد فعلت. أما إنّي حبسته لأهبه لسيّد أهل ناحيتك، فكنت
[13] ذلك السيّد، و وهبه له. فاحتمله يزيد معه، و لم يزل مجاورا له بنجران في بني
[1]
كذا في م، أ. و في سائر الأصول: «الغائبين» بالغين المعجمة، و هو تصحيف.
[2] كذا في ج
أي لا يراجعه. و في ط، م: «لا يجاوره» بالجيم. و في سائر الأصول: «لا يحاذره».