قال أبو عبيدة:
فلمّا قتل الحارث شرحبيل لحق ببني دارم فلجأ إلى بني ضمرة. قال: و بنو عبد اللّه
بن دارم يقولون: بل جاور معبد بن زرارة فأجاره، فجرّ جواره يوم رحرحان، و جرّ يوم
رحرحان يوم جبلة. و طلبه الأسود ابن المنذر بخفرته [6].
/ فلمّا بلغه
نزوله ببني دارم أرسل فيه إليهم أن يسلموه فأبوا. فقال يمنّ على بني قطن بن نهشل
بن دارم بما كان من النّعمان بن المنذر في أمر بني رشيّة و هي رميلة حين طلبهم من
لقيط بن زرارة حتى استنقذهم. و رشيّة أمة كانت لزرارة [7] بن عدس بن زيد
المجاشعيّ، فوطئها رجل من بني نهشل فأولدها؛ و كان زرارة يأتي بني نهشل يطلب
الغلمة التي ولدت، و ولدت الأشهب بن رميلة و الرّباب بن رميلة و غيرهما، و كانوا
يسمعونه ما يكره، فيرجع إلى ولده فيقول: أسمعني بنو عمّي خيرا و قالوا: سنبعث بهم
إليك عاجلا، حتى مات زرارة. فقام لقيط ابنه بأمرهم؛ فلمّا أتاهم أسمعوه ما كره، و
وقع بينهم شرّ. فذهب النهشليّ إلى الملك فقال: أبيت اللّعن! لا تصلني
[1]
الثنايا: جمع ثنية و هي طريق العقبة؛ من ذلك قولهم: فلان طلاع الثنايا، و إذا كان
ساميا لمعالي الأمور. و المهيع: الطريق الواسع الواضح. و الظاهر أنه يريد أن يقول:
إننا حملناه من التكاليف ما حملناه فاحتملها، حتى أصبحت سبيله في ذلك سبيلا لمبتغى
المجد.